المواطن العادي يلمس بشكل جلي ردود الافعال هذه !!لأنه المعني- اكثر من غيره- بنواتج تلك الردود, فما ان يستعر أوار المناقشات – اللاموضوعية- بين قادة الكتل على شاشات التلفاز مساء، حتى يستفيق المواطن - صباحا- على دوي وقرقعات تلك الردود، فقد بات من السهل بمكان استنتاجها من قبل ابسط الناس.
المستغرب من تلك الردود أنها تعري اوجه ممارسيها كاشفة النقاب عن بشاعة مراميهم وقذارة نواياهم، إلا ان ذلك لا يندي جبين سياسي، ولا يدمي ضمير زعيم، كأن الامر اصبح ( على عينك ياتاجر ، والي مايشتري يتفرج(.
عشر سنوات تنفس فيها المواطن العراقي صعداء الحرية كفيلة في اثراء مفاهيمه السياسية، الافعال الناتجة من تعدد الاسباب لا تشكل عبئاً على كاهله طالما الغاية واحدة وموحدة، إلا ان ردود الافعال التي تحول المغنم للمُخَلِص – فرضا- والمغرم للمُتَخلَص- حتما-يخرج القضية من ( ماعونها) – كما يقول ابو كريم بائع المخضر- ولعمري ان سخونة الجو في صيف العراق اهون على ابي كريم مئة مرة من سخونة المهاترات السياسية التي لا غاية لها سوى اشعال الشارع بتفجيرات- تسيل دماء الأبرياء تعبر عن ردود افعال لم يعد السياسي العراقي يجيد لغة غيرها في مساجلات الرد والبدل مع شركائه .
في خضم تشاغبات هؤلاء الشركاء لم يجد المواطن بدا من التمحور مع ثابتي المواقف، والمسيطرين على ردود افعالهم كلما علا (موج )الافعال في واقع السياسة التي لا تغني ولا تسمن من جوع، فبعد ان اعلنت كتلة المواطن أجندتها الوطنية وصرحت ببرامجها الاصلاحية، حتى سعى المواطن الى التثبت من مصداقية (المجلس الاعلى الاسلامي العراقي) الذي يحفل بشكل حثيث برغائب المواطن والعمل من اجل تحقيقها، مع المحافظة التامة على رباطة الجأش السياسي، اذ كلما هبت عواصف الخلافات بين الشركاء كلما عمد قادة المجلس الى هضم تلك الزوابع وعدم الانسياق خلفها.
القناعات التي تولد تحالفات مصيرية تسعى الى نيل قريب جهادها وبعيدها أبجديةٌ حافظ المجلسيون – منذ تأسيسهم – على تعلمها وتعليمها، اضف الى ذلك ان تلك القناعات تأخذ موضع الثبات والابتعاد التمحوري والآني الذي يصيب فايروسه معظم ( مبتدأي السياسة ) ممن انخرطوا في روج ردود الافعال العالي.
قد يرى بعض من في قلبه مرض الترفع عن ردود الافعال المقيتة نوعا من الضعف ، إلا ان ذو البصيرة الحاذقة يوقن كل اليقين ان التغاضي عن الأنا والسير في ركاب المصلحة الجمعية غاية نبيلة تستحق ذلك الترفع والسمو بالمنجز عن انحطاط العصبية، وأهواء ردود الافعال التي كلما اوقد نارها مراهقو السياسة اطفأتها حنكةٌ حكيمية تبين عن خبرة فعلية، ودراية مواطناتية بكل ما من شأنه إيصال سفينة السياسة الى بر أمان المسؤولية .