وحصل صراع سياسي مرير وخطاب متشنج ادى الى شبه القطيعة بين الفرقاء السياسيين وانقسمت الكتل السياسية على نفسها واصبحت طرفي نزاع, فالكرد والقائمة العراقية التي تمثل السًنة في العراق والتيار الصدري الطرف المنشق من الشيعة كانوا في جبهة والمالكي لوحده في جبهة وبقيت الاحزاب التي ليس لها حول وقوة في هذا الصراع مواقفها خجولة اضطرها الاحراج في بعض المواقف الى التستر وراء شعار الوحدة الوطنية وبعضها اكتفى بالمقسوم وقرر ان يكون مع الاقوى .
وجوكر هذا الصراع ومحركه الاساس هو السيد رئيس الوزراء , فهو مصاب بمرض خطير ( حب السلطة ) جعله دائما اسيراً لوهم المؤامرة والعمل على تصفية الخصوم او تهميشهم وسلبهم ارادتهم , فالمالكي ومن اجل البقاء في السلطة اتخذ الخطوات التالية .. تفتيت الكتل السياسية الكبيرة وتصدير كتل جديدة صغيرة وضعيفة يتحكم بها كيفما يشاء وهذا ماحصل مع القائمة العراقية حيث صدر منها كتلة العراقية البيضاء بقيادة ( ابو العرك ) قتيبة الجبوري والعراقية الحرة التي يقودها على الصجري ( ابو الجكاير ) كما يسمونه جماعته وعراب المالكي في القائمة العراقية وسبب تشضيتها (حسن العلوي ) والاستفادة من انشقاق بدر عن المجلس وعصائب الحق عن التيار الصدري , وقام المالكي بدعم خمسة فضائيات محلية جميعها تدافع عن سياسته والترويج لخطابه السياسي وهي ( افاق ــ الفيحاء ــ العراقية ــ المسار ١ ــ المسار ٢ــ ) وشكّل فريق للدراسات الاستراتيجية يضم مجموعة من المحللين السياسيين للظهور من خلال هذه الفضائيات وغيرها للدفاع عن مشاريعه وتوجهاته ونقد خصومه , وقام ايضاً بتأسيس عشرون موقع الكتروني تدار من قبل كادر متخصص في الدعاية والاشاعة مهمتها نشر الاكاذيب وتسقيط الخصوم .
ان السيد المالكي مصاب بمرض خطير , مرض علاجه الوحيد التفرد بالسلطة وسرقة المال العام وتوزيعه على مواليه وكأن التاريخ يعيد نفسه , عندما كان المستفيد الوحيد (التكارتة) والمؤيدين للنظام الصدامي المقبور وبقية العراقيين يرزحون تحت وطئة الظلم والحرمان والاضطهاد .