حزب البعث تسلم السلطة في العراق مرتين، الأولى في انقلاب الثامن من شباط ١٩٦٣ ضد عبد الكريم قاسم، والذي انتهى بإعدامه داخل مبنى الإذاعة العراقية بعد يوم واحد من الانقلاب، واستمر في الحكم نحو ثمانية أشهر قبل أن يزج عبد السلام عارف ورموزه في المعتقلات إثر الخلافات التي نشبت بين الجانبين، كما وصل البعث إلى السلطة أيضاً في العام ١٩٦٨ إثر انقلاب تموز الذي قاده أحمد حسن البكر ضد سلفه عبد الرحمن محمد عارف، والذي وصل بدوره إلى السلطة عقب مقتل شقيقه عبد السلام عارف في حادث سقوط مروحية داخل منطقة النشوة التابعة لمحافظة البصرة التي كان يزورها عام ١٩٦٦، واستمر البعث في الحكم لحين سقوطه في العام ٢٠٠٣.
. إن التركة الآثمة التي خلفها البعث و الأرواح البريئة التي أزهقت في المقابر الجماعية والأسلحة الكيماوية والاعتقالات والإعدامات والحروب وغيرها من الجرائم، والى يومنا هذا لم يسلم الشعب العراقي من شرورهم وإرهابهم ، ورغم كل هذا فالبعث يحاول العودة الى السلطة عن طريق الصفقات السياسية التي يبرمها المالكي مع إرهابي العملية السياسية بين الحين والاخر .
-حسن العلوي الرجل المصاب بالزهايمر يتحفنا بين الحين والأخر بآراء واستشارات يوجهها للمالكي كالناصح ، حسن العلوي الذي نصب نفسه نيقولا ميكيافلي للمالكي ، حيث انه نصب نفسه مدافعا عن حزب البعث وبكل تبجح وأمام الفضائيات يفتخر بأنه من مؤسسي حزب البعث ! العلوي يطالب المالكي بعدم مساءلة البعثيين العائدين من سوريا ، مستغلا بحجة المصالحة وحب المالكي للسلطة ، وتسييس القضاء لصالحه ، والتلاعب بالدستور ، حيث انه راى ان المالكي استهتر بدماء العراقيين الذين ضحوا بحياتهم وسجنوا و اعتقلوا وسلبت كرامتهم وأموالهم ، والحقيقة المرة ان المالكي وصل الى السلطة بدمائهم وتضحياتهم ، فبدلا من ان يكأفئهم ويعوضهم عن العذاب والحرمان ، يسلط عليهم البعثيين ، في سبيل بقاءه على الكرسي ! على جميع الكتل والاحزاب والشخصيات الوطنية الوقوف بوجه القرارات الغير مسؤولة للمالكي الذي لا تهمه غير مصلحته ومصلحة حزبه وكانه يختزل الشيعة والمظلمومين بحزبه ! وينصب نفسه وال عليهم ، سوف يلعنك التاريخ يانوري المالكي اذا ما بقيت على انانيتك المقيتة .
اقول و استشهد بما قال الشاعر محمد مهدي الجواهري مخاطباً ومحذراً عبد الكريم قاسم بأبيات شعرية يحذره من عبد السلام عارف والبعثيين اذا ماتم العفو عنهم :
تصور الأمرَ معكوساً وخذ مثلا
عما يفعلون لو أنهمْ نـُصِروا
أكان للرفق ذكر في معاجمهم
تالله لاقتيد (زيد) باسم زائدة
ولأصطلى عامرٌ والمبتغى عُمَر
فضيق الحبلَ واشدُدْ من خناقِهمُ
فربما كان في إرخائهِ ضررُ
بيد ان هذا التنبيه لم ينفع بشيء، مما أدى الى القضاء على الزعيم عبد الكريم قاسم وأتباعه وتخريب البلد ، فالمخاوف مشروعة في ظل قرارات غير مسؤولة من قبل المالكي ، حيث انه ارجع البعثيين الى مؤسسات الدولة وتسلموا مناصب مهمة في الحكومة ، وما يشهده العراق من خروقات أمنية سببها البعثيون الموجودون في الأجهزة الأمنية ، وفي كل خرق يحدث يتهم المالكي البعثية وأزلام النظام السابق وراء التفجيرات ! إذا كانوا هم وراء هذا التدهور الأمني وتعرف سلوكهم يا مالكي لماذا ترجعهم الى مؤسسات الدولة المدنية والعسكرية ؟ ! وهل تريد من هؤلاء المجرمين ان يندمجوا في المجتمع وهم اعتادوا واحترفوا القتل والإجرام والفساد والتخريب ؟! فالمالكي عندما يعفو عن هؤلاء ماذا يتوقع منهم ؟!غير الإرهاب والاشتياق الى زمنهم الدموي ، كما قال القائل : ألقاه في اليم مكتوفاً و قال له إياك إياك أن تبتل بالماء ... فهؤلاء البعثيين يوظفون كل شيء في سبيل الرجوع الى السلطة ومهما كان الثمن.