إلا أن ما لا يمكن تغافله انغماس زعامات الكتل السياسية في مستنقع المهاترات التحاصصية والفئوية دون النظر الى مجريات تلكم الاحداث التي بدأت (تأكل الاخضر واليابس) من واقع المواطن الذي لا ذنب له سوى إيمانه بالمعلن من برامج تلك الكتل وتغاضيه عن المخفي منها، إضافة الى ذنبه الأكبر حين (لطخ اصابعه) بحبر الانتخابات الازرق.
البعض ينطلق في منفعياته بطريق(رونك سايد) ولا يبالي بحقوق الاخرين من شركاء الطريق حتى انه لا يعير (رجل المرور) اهمية تذكر وان سلك الرصيف وهدد حياة السابلة – المهم ان يصل هو وليكن من بعده الطوفان- هذه النزعة ( المخالفاتية والتخلفية) وجدت لها موطئ قدم في ضمائر (من لا ضمائر لهم) وهم ينطلقون في ماراثون شراكة لن تغني ولن تسمن من جوع، المواطن في ذيل قائمة تنتهي به ولا تبدأ إلا بسياسيي الوضع الراهن، (يتفيقهون ) بمصالح المواطن وحقوقه و(يتفيكون) في إضاعة تلك المصالح والحقوق حينما تتصادم مع مصالحهم وحقوقهم ، حتى ضاع عَقد من زمن التحرر والتغيير بما يختلف عنه هنا وما يخالف فيه هناك ، وأصبح (البريسم المعقود) بحاجة لمن يحل عقده بروية ودراية وحكمة.
من هنا استقبل المواطن العراقي آخر طروحات السياسة العراقية والتي اعلنها (السيد الحكيم)رئيس المجلس الاعلى الاسلامي العراقي حول الاغلبية السياسية كما يستقبل (قالب ثلج)في ظهيرة قيض عراقي لاهب، فلهيب التراجع السياسي في الواقع السياسي أجمرت صدر المواطن الذي اصبح (كبلاع الموس) يسمع بالديمقراطية ولا يرى إلا الدكتاتورية، يفتقد الحرية ولا يجد إلا التناحرية ، حاضرا في السياسة ولا يكون إلا غائبا عن واقعها.
إن طرح السيد الحكيم يقترب كثيرا من كبد الواقع السياسي المعاش في العراق لما له من اهمية قصوى في خياطة (شق) الشراكة الذي بدأ يتسع ويصبح اكبر من (رقعة) المشاركة.
الاغلبية السياسية لربما لن تكون( عصا سحرية) توجد حلولا لمعادلات مستعصية !!لكنها بلا شك (كلمة السر) التي يحتاجها سياسيون لم تجمعهم طاولة مستديرة ،قد تجمعهم محاورات عقلانية في وضع محاور خروج من ازمة تفتعلها اجندات واهمة وتشعل فتيلها مواجهات دامية تستعر بها الفضائيات مساءا ويحترق بها المواطن نهارا.
السيد الحكيم ليس هو السياسي الوحيد في حلبة الصراع السياسي، لكنه الوحيد الباحث عن حلول تناسب هذا الواقع ، وهذا البحث يشير الى جدية العمل السياسي الذي ينهجه رئيس المجلس الاعلى الاسلامي العراقي بعيدا عن المحاصصات التكتلية ، العمل الذي يقدم المواطن – أولا- ويأتي من بعده ماعداه، قد لا يكون هذا الطرح مباغتا او مفاجئا لشارع السياسة ، لاسيما وان (كتلة المواطن )وشعار (نحن) هي اجندات اعلنها السيد الحكيم منذ مطلع عام ٢٠١٢وظهرت بوادرها بما تحقق من قرارات شكلتها المبادرات التي دأب السيد الحكيم على اطلاقها في شتى المناسبات والأحداث الدينية والسياسية والاجتماعية.
اغلبية سياسية يعني توحيد للمسارات وتصحيح للسياسات ، وهذا الطرح يستحق الالتفات اليه بشكل فعال وتفعيله بشكل ملفت ، فالبناء على نقاط الاتفاق افضل من تقصي مساحات الاختلاف .