المؤتمرات ظاهرة حضارية تؤسس لحضور صحي في معالجة العراقيل التي تضطلع بها مجالات الحياة المختلفة، وحين تعقد هذه المؤتمرات منطلقة من وازع انساني فهذا يدلل على ذات نبيلة تجول في اجساد مسؤولة، من هنا يشكل المؤتمر الاول لذوي الاحتياجات الخاصة بارقة انبلاج في عتمة الانفاق السياسية التي اضاع فيها حكامنا الجالسون على كراسيهم - الظانيها ثابتة – حقوق ذوي الاحتياجات العامة والخاصة.
ولعل الدعوة التي اطلقها سماحة السيد الحكيم في تشكيل هيئة عامة ترعى هذه الشريحة المسحوقة تحت عجلات كراسيهم المتحركة وكراسي الحكام الثابتة طوق نجاة ينقذ الحاكم والمحكوم على حد سواء.
الحاكم يشغله تثبيت اقدامه على تخت الحكم وربط يديه على مسند الكرسي والمحكوم شاغله تحريك عجلات كرسيه للحصول على حقوقه الخاصة ، وحين تطرح مبادرة لتنظيم حياة هذه الشريحة ، وتحقق لهم جزءا من حقوقهم المؤجلة وفي هذا ما يخفف عن كاهل المسؤول الذي لا يجد لديه متسعا لمتابعة احوال محكوميه .
ان من حضر ذلك المؤتمر بذاته او من شاهده عبر التلفاز عاش الالم ذاته فحضور المؤتمر من معاقين وغيرهم اعتصرهم الم الحرمان وحرقة الاهمال ، كما ان متفرجي هذا الحدث عن بعد شاطروهم ذات الحرقة والألم لأنهم شاهدوا اناس اصحاء يجلسون على كراسي الاعاقة ، كما شاهدوا من قبل اناس معاقين يجلسون على الحكم .
اما وجه الشبه بين هذا وذاك فهو تمسك الحاكم بالكرسي الثابت لتعويق البلد وإعاقة الحقوق والانقبار تحت اقدامه حين تحاصره ارادة الشعوب!!بينما يتمسك المحكوم بالكرسي المتحرك ليشعر بذاته البشرية بعيدا عن مراهقات الحاكم ومراهنات الظالم .
ان قبعات الاحترام يجب ان ترفع مرتين في مناسبة انعقاد مؤتمر ذوي الاحتياجات الخاصة الأول الاولى لتلك الارادة التي اوجد ت هذه الشريحة بين ظهرانينا ، والثانية لتلك الادارة التي يمتلكها ( الانسان) عمار الحكيم في تنظيم تحركاته النبيلة ومبادراته الفريدة لمختلف شرائح المجتمع.
اما ما يجب ان يقال في ختام هذه الاسطر فهي كلمة راعي المؤتمر (ان المعاق هو معاق الاخلاق والضمير) وأظنه مسج افاقة يرسل من كرسي المحكوم الى كرسي الحاكم.