بتنا لانستغرب من أي شيء في هذا الزمن ولاعجيب ولا اعجب فكل الامور نستقبلها بتلقائية وكأخبار عابرة لكثرة ما رأينا وسمعنا ونلناه من الظلم والاستخفاف بالعقول والاستهانة بمصير الامة واستسهال أسالت الدماء ،والا فان خبر مثل عبور الحجا الاتراك الى الحدود العراقية ووصولها الى قلب المدن الوسطى وبهذه الكمية الكبيرة من الناقلات وبما يقارب (٤٥٠منشأة) وانتقالها كل تلك المسافة وقطعها مئات الكيلو المترات دون حسيب او رقيب او مسائلة حتى يكاد ان ينتهي الامر بازمة سياسية بين (تركيا والعراق) بلدين لاينقص علاقاتهما توتر وتشنج مما هو عليه ، ولتظهر للأعلام والعالم بان المقصر هو العراق كونه يمنع حجاج بيت الله ويحرمهم من اداء هذه الشعيرة المقدسة لتتحول الى حرب طائفية وتشنيع على اتباع ال البيت (عليهم السلام) بينما الامر مختلف كثيرا ،ان امن البلاد كان مهددا انها اكبر من فضيحة ٠اسئلة كثيرة يجب ان تطرح على اعلى المستويات وقمة الهرم في الحكومة مرورا بوزارتها الخارجية ثم التعريج على حكومة الاقليم ومدى علاقتهم بهذا البلد الكبير وامنه وسلامة ابناءه وهل يحتمل المغامرات والمجاملات ام انها اصبحت حقل تجارب ومجس لمدى تطور العلاقات بين الاقليم والمركز وارتباطاته بدول الجوار والجارة تركيا بالخصوص ، ثم التعريج على القيادات الامنية وكيف مرت تلك الرتول بهذه البساطة مع ان الطرق التي سلكتها مليئة بالسيطرات والقوات الامنية وهنا لا اعني الجنود البسطاء من يؤدون واجبهم ومن يقيدون بالامر العسكري الذي حولهم الى كتل بشرية توجه بالريمونت من قبل الضباط والالتزام باوامرهم وتوجيهاتهم وهكذا دواليك حتى نصل الى اعلى سلطة في هذا الهرم الكارتوني ٠اين الحلول السياسية ،واين مصلحة البلد ،واين حصانة الحدود ؟واين الامن المستتب ؟!!وهل هذه الرتول طارت او تمتلك (طاقية الاخفاء) ام انها اشباح ؟اين جهد وزارة الخارجية وعملها والذي امرض اسماعنا بالانجازات بل اين رجال الدولة؟ ٠ام ان الحجاج او المتجاوزين قد سهلت امورهم واستقبلوا كابطال؟ بالحنين الى الماضي مجاملة ومكافئة لما تبديه تركيا من جهود في المنطقة واستهانة بالعلاقات الثنائية ٠؟ او لنقل كان الجميع نائم حتى استيقظوا على وقع الصدمة ،او انهم لايدرون ولا يابهون بعواقب الامور ٠أليس من الواجب على خارجية تلك الدولة (تركيا )الاعتذار ومن سيطالبها ؟؟؟!!!!٠٠٠من كان سيعوض الالاف من الضحايا لو ان هؤلاء تحولوا من اداء فريضة الحج الى الجهاد والاستشهاد كاقرب الطرق الى الله مع كل هذا الشحن الطائفي والتوتر الذي تشهده المنطقة ٠وكيف ستكون المعالجات بين الدولتين الجارتين والشعبين الصديقتين ٠
لاادري لكن تخيلوا حجم الجريمة وحجم الماساة التي يعيشها العراق وانظروا اين تقفون في مخيلتكم ومدى خصوبة افكاركم وحيويتها في استنتاج العواقب ٠٠٠ مع مقدار الاستهتار والتهاون واللامبالاة والاستهانة وعدم تقدير وحساب العواقب ٠
لاادري الى اين نذهب بهذه الطريقة والى اين نتجه وما هو المستقبل الذي ينتظرنا ٠يمكن ان نستنتج بان كل التفجيرات والخروقات الامنية يتعامل معها بهذه الطريقة حتى تحدث فتقوم الدنيا ولاتقعد وينزل الجميع الى الشارع فتعم الفوضى ويبدأ اللقط والهرج والمرج ٠ويمكن ان نقلب الاسئلة ومنها نصل الى استنتاجات اكبر واخطر فما دامت الحدود السورية ملتهبة والتخوف على اشده من الازمة فيها وامكانية انتقالها الى الجيران ومع ماتبديه تركيا من دعم وتبذله من جهد في سبيل اسقاط النظام فيمكن ان نفرض بان هكذا رتل وبثوب الحجاج او باي ثوب اخر فلا يفرق مادامت الحدود العراقية مستباحة لهذه الدرجة وتصوروا النتيجة وكيف تكون الامور عندها ٠
نعم كل حرقة القلب وهذا الكلام وهذه الاستنتاجات والاسئلة ستنتهي بكلمة بسيطة نأسف ونعتذر خطأ عفوي او (كما قالت تركيا نحمل شركات النقل مسؤولية هذا المازق وما يتعرض له حجاجنا ٠٠٠) لم نكن نعلم لم تصلنا معلومات نعتب عل الجهد الاستخباري و٠٠٠٠وكلها اجوبة و اقاويل و ترقيعات لاتنم الا عن عدم مسؤولية وغياب واضح للحكومة وسلطتها والدولة ومؤسساتها وهيبتها ٠
وبالتالي لايمكن ان نصفها بالفضيحة بل يمكن ان ننعتها بالجريمة والطامة الكبرى وارجوا ان نستحدث اوصاف جديدة وتعابير اخرى ويمكن نستنجد بالقاموس لايجاد هذا الوصف ،لحاجتنا له في كثير من التفاصيل يوميا بعد ان استخدم المسؤولين كل الالفاظ والتعابير في خطبهم وكلماتهم واستنفذوا معانيها وتجاوزوا على كل تركيب وقيمة له ٠فانا لله وانا اليه راجعون ٠