قد يكون هبوط ٤٠٠٠ جندي أمريكي في مطار المثنى في بغداد كما تناقله بعض الأوساط السياسية مثار لكثير من الجدل والتساؤلات التي يصل بعضها إلى حد سوء الضن والبعض الأخر يمكن وضعه في خانة محاولات تسقيط الحكومة ولسنا ندري على وجه الدقة ما إذا كانت هذه الإخبار صحيحة أم إنها مجرد شائعات إذ إننا بين نافي للخبر ومثبت له وبين من يقول أنها نزلت بدون استئذان وبين أخر يقول أن رئيس الوزراء قد استقدمها لحماية نفسه غير أن المشرف على مكتب البنتاغون في العراق الجنرال (كيسلين ) كشف أن العراق كان قد تفاوض في وقت سابق مع الولايات المتحدة لعودة فريق من القوات الخاصة في مهمات تدريبية واستشارية وقال في تصريح صحفي له ( أن العراقيين يريدون شراكة إستراتيجية مع الولايات المتحدة إلا أنهم يعترفون بضعفها وإنهم مهتمون بالذهاب مع البلد الذي يمكنه تزويدهم بالقدرات العسكرية بأسرع وقت ممكن ٠٠ وان الحكومة العراقية تعترف بعدم سيطرتها على مجالها الجوي وانهم متحسسون للغاية من هذا الأمر ) منها قصف تركيا للمتمردين الأكراد داخل الحدود العراقية وان استقدام وحدات عسكرية أمريكية سيقدم العون العسكري ولاستخباراتي للعراق .
أما وكالات الإنباء العالمية منها وكالة ايبا من مسئولين أمريكان فقد ذكرت أن تلك القوات قدمت على خلفية سوء الأوضاع الراهنة في العراق من عمليات تهريب السجناء والتفجيرات والقتل المستمر وإنها قدمت لمسك الملف الأمني من جديد لان الحكومة العراقية قد فشلت فشلا ذريعا في حفظ الملف الأمني ومنع تلك الانتهاكات بحق أبناء الشعب العراقي .
حكومتنا الموقرة والتي كما يبدو أنها قد تفاجات بقدوم تلك القوات فقد بينت أن أمر قدوم تلك القوات ليس صحيحا لان الملف الأمني ما زال محفوظا لكن مهمة تلك القوات هو التمركز في قاعدة أسد في محافظة الانبار لإجراء عمليات تفتيش للطائرات الإيرانية التي تمر عبر الأجواء العراقية خوفا من تمريرها الأسلحة والمقاتلين إلى سوريا وقد أكد ذلك القول السفارة الأمريكية في لقاء صحفي وان الحكومة العراقية ملتزمة في تنفيذ قرارات مجلس الأمن لكونها متوافقة مع الالتزامات الدولية وان تلك القوات ستقوم بتفتيش الطائرات المحلقة من إيران إلى سوريا ذلك لضمان عدم إساءة استخدام لأجواء العراقية .
وهنالك أنباء متضاربة لا يمكن الجزم بصحتها ذكرت أن رئيس الوزراء هو من جلب تلك القوات إلا انه قد نفى ذلك كليا !! وانه جعلها تتمركز في مطار المثنى لقربه على مقر حزب الدعوة !! إلا انه وكما ذكرنا انه قد تم نفي ذلك الادعاء كليا .
ومن المثير للجدل أن تلك القوات تضم ما يقارب ٤٠٠ عنصر هم من المترجمين للغة الفارسية وأطباء وتقنيين يتكلمون الفارسي وكما ذكرت وكالات الإنباء العالمية أن أصول هولاء ٤٠٠ من عراقيين وإيرانيين تم التعاقد معهم عن طريق سفارة الخارجية الأمريكية بعقود بلغت ١٤الاف دولار للشهر الواحد وعلى ما يبدو أن أمريكا بدأت تعد العدة والتجهيزات لضرب إيران أو العبور لها عن طريق العراق وهذا هو الأرجح من بين كل الاحتمالات .
على ما يبدو أن مطامع أمريكا في العراق لا تنتهي وان انسحابها جاء لتهدئة الساحة لفترة قليلة وان لها نية مبيته في العراق وعلى ما يبدو أنها ستقوم بضرب عصفورين بحجر واحد الأول هو إعادة بسط سيطرتها على العراق والإمساك مجددا بالملف الأمني العراقي والثاني هو أن البقاء سيتيح لها البقاء على مقربة من الساحتين السورية و الإيرانية في أن واحد فهل سيحل قدومها من جديد أزمات العراق أم انه سيفتح بابا جديدا لازمات لا تنتهي أبدا ؟