العيد طقس ديني وموروث اجتماعي شعبي وفرحة تطرق القلوب تستعد لها العوائل العراقية يتهيئة (الكليجه) لتوزع للضيوف والاستعداد لأداء صلاة العيد وزيارة الاموات وذي القربى والاصدقاء سيصادف هذا العام عيد الاضحى المبارك يوم الجمعة ويوم الخميس قبل كل عيد يطلق عليه العراقيون (عرفات) فينشغل الاطفال والشباب بشراء الملابس الجديدة والحلاقة والتزين استعداداّ وتترتب مواعيد الزيارات والاتصالات ورسائل المعايدات في الموبايل ( مسجات) واليوم الخميس ليس كعادتي إذ اخرج وأعطي ساعة (طرح) فوق الوقت الذي من الممكن ان اصل تجنباّ للازدحامات واغلاق الطرق المفاجيء او ربما يضطر الحال احياناّ للسير على الاقدام خرجت اليوم متأخراّ لأن جهاز الموبايل لم يستطيع إيقاضي بعد ليلة من التفكير وشرود الافكار بعدما حاصرني اطفالي مطالبين بملابس العيد ولم استطيع شرائهما هذا العيد فبقيت الليل ساهراّ الى قبيل الصباح وعادة في الاعياد السابقة استعين بقاصاتهم التي يجمعون فيها (ربع ..ربع ) ولكنهم كسروها لشراء القرطاسية والحقائب فقضيت الليل ساهراّ افكر كيف اقنعهم لبس ملابسهم السابقة لذلك خرجت متأخراّ مسرعاّ فلم أجد ذلك الازدحام المعهود والشوارع أشبه بالفارغة تسير سياراتها بأنسيابية ووصلت قبل اوقات كل يوم وربما السبب لأنه يوم خميس ( نص دوام ) او ان اغلب الدوائر اعطت لموظفيها عطلة , وكعادتي اشتري الصحف اليومية التي وصل سعر بعضها ( خمسة بربع) لغرض متابعة ما يحدث وما كتب عن العيد واي فرحة سوف تدخل السرور في القلوب ونتعرف على قصص العيد كي نتحدث بها وننسى شيء من همومنا وما ان طالعت عناوين الصحف والمقالات لم اشعر ان هنالك عيد قادم قريب والصحف تتحدث عن الازمات المعقدة والصفقات والمحاصصة والتوجه في العملية السياسية الى نفق مظلم والتدخلات الخارجية ومحاولات إثارة الفتن وحذر الرأي العام وهموم المواطن وهذا القلق الذي يشعر به المواطن في تزايد نتيجة تلك الاخبار والكتابات التي تتناقلها الصحف وتهول بعضها كي تجذب قرائها وتحشو صفحاتها فلم تعطينا التصريحات هدنة في العيد ولم يهدأ الإعلام بل شحن الشارع اكثر , واليوم الخميس الذي اعتبر عطلة في بعض المحافظات والأخرى تعطلت بشكل غير رسمي ويوم من بين ايام العطل التي اصبحت لا تحسب ايامها وساعتها و تأثيرها على العمل والانتاج والخدمة وعند مراجعتي احدى الدوائر الحكومية قبل ايام تم اعطائي موعد يوم الخميس هذا اليوم وربما كانت الموظفة متقصدة لمعرفتها ان اغلب الموظفين غير موجودين لللأنتقام مني لأني رفضت دفع رشوة كبيرة حيث تم تخمين سعر البيت الذي اشتريته ب( ٥٠)مليون نصفها (بالدين)(أقصد ٥٠مليون وليس مليار كبيوت بعض الناس والأثرياء الجدد) مسقف ( بالجينكو)فتم تقديرة بملبغ (٢٦٠)مليون لغرض مقايضتي بتنزيل كل ١٠ ملايين بمليون دينار وهذا ما يرفع اسعار الضرائب والجبايات فرفضت لسببن اولهما اني لا املك ٢٠ مليون رشوة والثاني لأننا دائماّ ننتقد الفساد فلماذا نرضخ له ونكون شركاء فيه لم أجد جهة اشتكي لها محاولة استغلالي بعد ان وجدت المدير يجلس جنبه الموظفين يدخنون ودون احترام له وللموطن وفي الابواب يرفعون منشورات قانون منع التدخين وتحذير المواطنين بالتدخين داخل الدوائر والاماكن العامة فذهبت اترجى نفس الموظفة فوجدت جنبها أحد الموظفين تناديه (استاذ) فسلمته مبلغ كبير من المال تفاجئت بدخولي وقالت ( هاي الفلوس الدين مالتك ) وتلك الاموال لم تكن في يوم راتب كي تسدد ديونها وكانت من فئات مختلفة وغير مرتبة كأنها أخذت من عدة اشخاص بالحقيقة كنت احاول الكتابة عن العيد لكن ما يحيط بنا ربما يجعلنا ننسى ان هنالك يوم عيد وفرحة ونتذكر فيها ذكرياتنا وليس هنالك من متنفس ننفث فيه همومنا ولا نخرج الى الشارع حيث المصير المجهول فنجلس ايام العيد في البيوت ونقول (البقاء في البيت أستر ) فحينما نخرج نجد هنالك من يحد السكاكين كي يقطع لحمك ويكسر عظمك وينهب جيبك علناّ وليت السياسين يسمعون صوت المواطن يومياّ وهذا حاله في العيد فكيف حاله في بقية الأيام ومتى يدركون العيد والفرحة كي يزفوا لنا الفرحة بصلاح القلوب وصفائها والعمل لغرض اصلاح حال المواطن قبل اصلاح جيوبهم ,,, وكننا ننسى تك الهموم ونقول لكم كل عام وانتم بألف الف خير أعاده الله عليكم بالخير والبركة ..
واثق الجابري