لا يزال الساسة مشغولين بالصراع على الحصص تحت مسميات الحرص على الوطن والأمة والشهداء والمقابر الجماعية والقومية دون تحقيق أبسط مقومات الحياة والشعور بالأمن وحماية الارواح من قوى الشر والتكفير والتمادي في اخضاع المواطن تحت جبروت القوى النافذة بأساليب تغير من تاريخ وحاضر ومستقبل الاجيال بالخداع بكلام معسول وشعارات رنانة غاب تطبيقها وانتهى وقتها ويريد المواطن ان يلامس حقائقها من الحرية والعدالة والمساواة والقانون وحقوق الانسان , فالجوع يأكل الابدان والموت يرقص على الاجساد وهم يأكلون من فاخر الطعام ويرقصون في الليالي الحمراء على جماجم الشهداء وذل الابرياء وقصور شيدت من اموال المحرومين حيث غاب الضمير وذهبت الغيرة في بحر الفساد وجبين لا يندى من أكبر الموبقات فأستخدموا لسلب المواطن مختلف الخطاب الروحي والتاريخي والقومي والطائفي والقومي والعشائري والاقليمي لتخضع شعباّ تحت الخوف والترهيب بالارهاب والفساد وعودة الدكتاتورية للمحافظة على ديمومة الاستغفال الذي امتد من بداية التغيير , فالعراق لم يخلق لقادة المحاصصة والفساد والازمات فرحين بالعيد ومنغمسين برذيلة منتديات الدعارة والرذيلة تحرك سياساتهم المومسات غارقين في بؤرة نتنة منتشين بسوء الافعال يتراقصون وتتراقص ارواح الشهداء والجرحى يتضرعون بمظلوميتهم , فضحى الساسة بالنظام الديمقراطي والدولة العصرية التي تصون الحريات والحقوق فسلبت القوة والارادة والمقدرة من كتابة تاريخ امة ضرجت بالدماء والتضحيات من المحرومين والكادحين ليبعد الشعب عن استلهام العبر ويتقوض الرأي العام بفعل اموال سلبتها القوى النافذة لتستخدمها منابر ووسائل اعلام ضخمة تديرها مافيات وحيتان لا تشبع فلم يسأل السياسين انفسهم لماذا يختلفون وما نتيجة هذه الخلافات وابواق الاعلام تمجد المنجزات الزائفة , فالخلافات والحروب عمرها لم تكن وسيلة للحلول والبناء او تحافظ على نظام مستقر قادر على الصمود بوجه التحدي لنظام يكاد ان يكون السباق في المنطقة بين انظمة عاتية متمسكة بقبضة من حديد وحزمة من النار بوجه الشعوب , فأعتقد المواطن او صدق او يمني النفس بأن كثرة الاجراءات والاموال للأجهزة الامنية تحافظ على الاستقرار ويتحمل مزاجيات رجل الامن وطول الانتظار في الازدحامات والتجاوزات من جنود بعضهم اعياهم التعب لأنهم فقط قوام تلك السيطرات لحساب راحة ( الفضائيين) والضباط والاخر لا يعلم بالدنيا الى اين ذهبت غارق في ادمان الحبوب والمخدرات والأخير لا يستطيع القبض على مجرم او تفتيش سيارة لسطوة النفوذ والفصل العشائري ويذهب في مهب الريح لا يحميه أحد فالمواطن البسيط خرج لأداء زيارة واجبة او التواصل الاجتماعي او ترفيه اطفاله في العيد فما وجد الاّ امانيه خراب وموت ينتظره واغلب قادة البلاد هجروا مواطنيهم الى عواصم يجدون راحتهم وراحة ابنائهم فيها فيتمتعون ويلهون ويرقصون ويغرقون في الرذيلة والاجساد تقطع وترمى مشوية في الطرقات والاماكن العامة والاسواق المحصنة كمدينة الكاظمية ويتكرر تبرير قادة الأمن بخداع المواطن وقياداتهم ان السبب في كل تفجير كان نتيجة وقوع قصف من بعيد لتبرءة ساحته من المسؤولية فسيكون المواطن سعيد بالفوز بجنات الخلد ومنهم من يترك اطفالاّ يتضورون جوعاّ ومعاقين يترقبون يد العون والعطف وكأن ليس لهم حقوق وان حقوق الانسان للسجناء المجرمين فقط فإن كان السياسين يعتقدون انهم سعداء بالعيد فأن سعادتهم على حساب ارواح الابرياء وافتعال الازمات المسببة للدمار ويتراحم المواطنين بينهم ويقول احدهم للأخر عظم الله اجوركم بدل ان يقول ايامكم سعيدة فجمعوا الدموع بالعيد وإنها ليست دموع فرح انما دموع مأساة في يوم حرم فيه القتال ولا زال السياسين يقاتلون بشتى انواع السلاح ...