الحج ملتقى قلوب المؤمنين بجمع مليوني عفوي تتوحد فيه القلوب والحناجر بعبادة تلغي جميع العناوين والامتيازات والمكانة الاجتماعية والمادية تطبيق المساواة فلا فرق بين فقير ووزير وابيض واسود من الجنوب او الشمال لطلب الرحمة والاستغفار ونشر وحي الرسالة المحمدية وقيمها السامية بالمساواة والعدالة الاجتماعية والابتعاد عن محرمات تسلب حقوق الأخر وتتبادل التجارب والتقارب مع الشعوب فلا تقبل الاعمال شكلاّ وانما على ما يدور في السرائر فالحج ليس مجرد سفرة بعناء او تسجيل حضور ليقال لمن يذهب إنه حاج بل تأهيل وترتيب ليس بالحركات للجسد دون تحريك الروح والعودة بها لما يكون دورها في الحياة ومسؤولياتها التي تتطلب التنازل عن الحق الفردي مقابل الجماعي فإن خرج عن قدسيته وتطبيق مضامينه والهجرة الحقيقية لله فإنه سفرة للعناء واخذ مكان للاخر وان كان الهدف التوبة ومرضاة الله فلا توبة او رضى بحقوق الاخرين المستحقين وخلال هذه السنوات اصبح من الواضح تسابق المسؤولين على سفرات الحج مكملاّ لبقية السفرات تاركين واجبهم الاساس في خدمة الناس متناسين انهم مستأجرين من قبل المواطن لخدمته عن طريق المؤوسسات فقرعة الحج لا تشملهم مثلما لهم استثناء في كل شيء في التعيين والدراسات والحصص الاخرى واصبحوا منافسين شركاء للمواطن وبعضهم حج عدة مرات ومعه زوجته واطفاله وحماياته وكأنهم في نزهة سنوية تحجز لأقاربهم ومقربيهم ليستحوذوا عليها مثل استحواثهم على بقية المؤوسسات لتنهي تلك الافعال مشروع بناء دولة عصرية تقوم على المؤوسسات ويبعدهم عن التفكير الجاد في بناء الدولة وللنهوض بمشروعها القائم على التكامل السياسي والاقتصادي والاداري والعراق من البلدان الغنية التي تجعله في المقدمة والسياسات الخاطئة وصلت لتحريف الواجبات والفرائض وسارت على نهج خاطيء كتب على الشعب منذ أمد بعيد لتخضع للمؤثرات الشخصية والفوائد الفئوية على حساب الاغلبية الشعبية وعدم انتهاج المسؤول المنهج المؤوسسي القانوني وينزه نفس فوق القانون ومن النادر ان نراه يقف في طابور الروتين فيتجاوز الفقراء والمراحل والحلقات التعجيزية , وترسيخ مبدأ المحاصصة وصل الى ابعد الحدود بأعفاء من التسلسل والسلم والمعايير والاختبارات بل ان اغلب مراجعاتهم تقضى بالتلفون صعوداّ لنصل الى هرم الدائرة حيث لا حسيب ورقيب لتتبع طرق الاستحواذ على المال وعرقلة الحياة العامة والقرعة العادية والالكترونية رغم تلك الشعارات الرنانة التي ابتعدت كثيراّ عن الواقعية وتلك الرؤى والافكار تحكمها منظومات خاطئة لأجل البقاء في مواقع الهيمنة بأساليب منحطة متدنية في القيم وبهجوم شريس على منابع الخيرات بهمجية وعشوائية دون حساب الاضرار المجتمعية وهذه جريمة بحق المجتمع والتاريخ والوجود والانسانية والدولة ,فكم المسؤولين وذهابهم المستمر للحج لم يعلمهم الدروس لتقويم الاداء والتفاني لخدمة المواطن وربما قلنا انها سفرة للعناء ولكن لا عناء لهم بتوفير كل المسلتزمات من المال العام والحج يتطلب اعادة كل الحقوق للناس فكيف يعتقد المسؤول ان حجه مقبول بأموال غيره ودون رضاهم فحجهم سيكون اجره الى اولئك الفقراء الذين اعدمتهم السياسات الخاطئة لتجعلهم تحت خط الفقر لا يستطيعون الذهاب للحج وتأخذ حصصهم رغماّ عنهم بتجاوز القانون واعطاء المسؤولين حصص واعفاء من قرعة الحج ..