ولا يختلف اثنين على ان البطاقة التموينية وملفها الشائك والمعقد ومنذ بداياتها في تسعينيات القرن الماضي والى اليوم بانها من اول واكثر واخطر واصعب الملفات المسكوت عنها والتي لايراد لها ان تنتهي لدرجة ان مصادر وزارة التجارة تكشف ان الفساد في البطاقة التموينية لهذا العام فقط هي بما يعادل ١٢مليار دولار .
فكم هي المبالغ التي رصدرت للبطاقة التموينية ؟ وكم بقى منها لتوفير مفردات الحصة التموينية ؟ وما هو المستوى الذي توفره (من حيث النوعية والكمية)؟ اسئلة اخرى كثيرة تحتاج من يجيب عنها ومن يتبناها ومن يتابعها ومن يعطي ولو بصيص امل لابناء هذا الشعب بانه موجود على خريطة حساباتهم وفي جدول اعمال الحكومة اووزارة التجارة اوالبرلمان الذي سيناقش في الايام المقبلة الميزانية العامة لاننا لا نستطيع ان نطالب شخصية محددة او كيان بعينه لان سيكون متهم بالتسقيط السياسي او المساس برئيس الوزراء ووزير التجارة السابق او اقليم كردستان والوزير الحالي٠
والا فان هذا الحجم الكبير من الفساد في مفصل من اهم المفاصل والتي تتلامس بصورة مباشرة مع حياة المواطن واحتياجاته وواقعه المعاش والذي بات يسوء اكثر فاكثر في ظل هذا الاستهتار بمشاعره والتلاعب بامنه والاستهانة باستقراره٠
فمن يوقف هذا الهدر بالمال العام وهذا التخريب للاقتصاد وهذه الحرب المعلنة على ابناء الطبقات المحرومة والمعوزة والتي هي بحاجة لهذه البطاقة ومفرداتها البائسة ،لانني اتكلم عن هذه الشريحة ولا يعنيني اصحاب البروج العاجية والذين ربما لايعلمون بوجود البطاقة التموينية ، وان علموا بها فانهم لا يعيشون نفس الهم والالم فربما سمعوا وربما تصوروا وربما بنوا واقع مغاير لما هو مجود وحاصل فعلا ٠
ولااعتقد بان عاقل او حتى المجنون لايقدر خطورة هذه الظاهرة ،ما دعاني لكتابة هذه الكلمات هو مع ان الخبر ظهر في الاعلام الا انه لم يتعامل معه بجدية ولم ياخذ حيز وصدى يذكر سوى في اهتمامات الوزرة او الحكومة او البرلمان او أي جهة اخرى مع انه يهم عامة الشعب ويفترض ان تتصدر مصالحهم اولويات الحكومة وكل مفاصل الدولة الا ان اكون قد اخطاة في قراتي بان الشعب مصدر كل السلطات في جمهورية العراق الديمقراطية الاتحادية الفيدرالية ٠ربما كنت في حلم طوال هذه السنين فلا تحولوه الى كابوس ٠