وحين لاحت تباشير الثورة الفرنسية كان للمرأة وبخاصة الانتفاضة التي خرجت بها النساء العاملات في الضواحي وبائعات سوق الخضار واللواتي اقتحمن في الخامس والسادس من تشرين الاول عام ١٧٨٩ ابواب المجلس البلدي مطالبات بالخبز، حتى ان كاتبا مثل (ميشيليه) قال (اذا كان الرجال قد استولوا على الباستيل ، فأن النساء قد استولين على المملكة). وهذه المظاهرة افرزت اقوى مؤسسات الحركة النسوية، حيث لشدة غفلتهم واستعبدهن كانت المناضلة (اولمب دي غوج) حيث كانت تصرخ بالنساء، استيقظن.
فما تزال المرأة وحتى على الصعيد الفكري والثقافي تعاني الاضطهاد والاستلاب، فلايمكن اغفال النظرة الدونية للمرأة في الفكر الفلسفي الاغريقي، (ففيثاغورس) مثلا، يميز بين الخير والشر فيقول بأن مبدأ الخير هو الذي خلق النظام والنور والرجل، وان مبدأ الشر هو الذي خلق الفوضى والظلمات والمرأة، وجعل (ابوقراط) (المرأة في خدمة البطن) فهي طاقة انتاجية مثل أي مشروع انتاجي، اما ارسطو، فيقول بأن الانثى انثى بسبب نقص معين لديها في الصفات. ويتوج (افلاطون) حلقة الاضطهاد والنظرة الدونية ليجعلها مشروعا مشاعا للرجال.
ولم تكن قوانين روما باحسن حالا في نظرتها للمراة، فجعلتها قاصرة دائما واستحق الرجل الوصاية الدائمة عليها . وبعد مجيء المسيحية التي كانت ضوءا في نهاية نفق مظلم لسجن المرأة الابدي، حيث كانت المسيحية دين الفقراء والمضطهدين وكانت تعاليم السيد المسيح (ع) تنصب بضرورة النظرة الىالمرأة بأعتبارها كائنا انسانيا، الا ان ذلك لم يدم طويلا فقد اصبحت المسيحية دين الدولة ويد الحاكم الامر الذي عرفناه في مقولة القديس بولص (الرمز الديني) (ان الرجل لم يخلق للمرأة، ولكن المرأة خلقت للرجل) لينتهي صراع المرأة الازلي بأن تكون مثل أي بضاعة، بل الادهى من ذلك فقد كانت المرأة وبخاصة في النظام الاقطاعي مضطهدة المضطهدين فهي زوجة القن التي لم تكن سوى دابة ركوب، بائسة محتقرة، جاهلة، مسحوقة
هذا وبعد ان استعرضت الرمز السياسي والفكري والديني ليس لي الا ان اشير الى ان الاسلام توج المراة وجعلهت تعتلي منصة الارتقاء فكفانا تمجيدا لحرية المراة الغربية فان ماوصلت اليه اليوم المراة بالغرب والذي ينظر اليه البعض بانه حرية ماهو الا وليد لصراعات اخرجتهم من واقع التنظير الة واقع تطبيق القوانين الناهضة بالمراة الا اننا رجعنا الى الوراء لاننا لازلنا في شرتقة الكلمات والامال بتطويق واقع الظلم للمراة كل مانحتاجه هو الخروج من شرنقة الكلمات وتطبيق الفعل على ارض الواقع .