عنق الزجاجة التي وضع (الحاكمون الجدد) انفسهم بها كانت بحاجة الى مخرج ينقذهم منها فكان اللجوء الى مشروع المصالحة الوطنية – المزعوم- ولعل هذا من (الزينات) التي لاغبار عليها، لكن وضع هذا المشروع على حلبة المصارعة اللامجدية مرة لاعلان فشله ، واستخدامه في حلب صوت المواطن وتعاطفه مرات لاستدامة بقاء سلطات المتسلط ! جعلا من هذا (المشروط) علة تحتاج الى مشرط حاذق كي يجري لها عملية جراحية تحيه معافى ، او تميته كغيره من مشاريع وسمت بالوطنية وانتهت تحت (الوطية).
الشارع الذي يتفاءل مع المشاريع ويتصابر من اجل انجاحها بات متعشطا لمصداقية التنفيذ!!فكلما تعالت صيحات المشاريع الوطنية يسقط المواطن مضرجا بدمه وتعلو مصالح المسؤول، يبدأ التصارع على رؤوس الاشهاد ولا ينتهي إلا بإخراج دم المتصالح مع رغبات ومطالبات سياسيو الوطن اللاوطنيون، حتى لم يبق شك من هذا المشاريع ما هي إلا (ذر الرماد في العيون) .
مؤخرا وبعد تطورات سياسية محلية ودولية انتخى من لم تغادره غيرة الوطنية في ايجاد منقذ يعيد امور السياسة العراقية الى نصابها، فكان ما اطلقه سماحة السيد الحكيم من مشروع الاغلبية السياسية ، وهو مشروع ينسجم مع مقتضيات الواقع العراقي الذي يسير (بعبط) نحو منحدر الهاوية .
ان هذا المشروع له ان يكون بديلا عن مشاريع صرح بها وصرعت قبل ان تفعل،اذا كان المصالحة الوطنية لم تفعل، والمؤتمر الوطني لم يتفاعل معه ، فما الضير من تفعيل وتفاعل مع مشروع السيد الحكيم؟! الم يقل (العربي): (كوم التعاونوا ماذلوا) ؟!الا يحتاج راهن العراق الى (شدة حزم) ومعاونة؟!ماذا ينتظر سياسيوا العراق كي يحموا مشروعهم الوطني الذي تناسوه في زحمة مصالحهم الشخصية ، اليس التحرر اوالديمقراطية او الاستقلال هو مشروع وصولهم الى سدة حكم العراق ؟!افلا يستحق هذا المشروع توحيد المصالح ومصالحة الوطن والمواطن؟! هل كتب على العراقي ان يكون قاطرة دم لمقطورة استبداد؟!
الانتخابات على الابواب ، والناخب ما يزال واقفا على باب السياسيين كي يعيدوا ترتيب اوراقهم الوطنية ويخرجوا جوكر المواطنة الذي لاشك سيحقق لهم فوزا ساحقا لا تزوير ولا تزيف فيه ، هذا الجوكر المشروط بصدق النوايا وتوحيد المنطلقات ، حلبات الصراع ضيقة الافق ومحدودة الزوايا ، ومكائن الحلب معرضة للعطل والتعطيل، ولن يكون البقاء إلا لنُبل الاقوال والفعال لا لنِبالها.