ولا اعتقد ان احدا ينسى صولات وجولات النائبة الدوري على فضائيات الشرقية والسومرية والبغدادية وهي تتهم رئيس الحكومة باسوء النعوت اقلها الديكتاتورية عندما قرر السيد مقتدى الصدر الذهاب الى اربيل وتوقيع صفقة مثيرة للجدل مع القائمة العراقية والتحالف الكردستاني من اجل سحب الثقة عن حكومة المشاركة الوطنية في وقت كان الصدر جزءا من التحالف الوطني وصاحب اكبر عدد من الوزراء في حكومة المالكي الفاشلة الا ان الدوري صمتت كصمت اهل القبور عندما قرر الصدر التريث في قرار سحب الثقة عن الحكومة بعد ان وجد ان الامر الالهي بسحب الثقة لم يحن وقته وان بقاء المالكي فيه مصلحة للعراق وللتيار الصدري،والامر لا يختلف كثيرا عن النائب الشهيلي الذي لا يتردد باتهام الاخرين بمناسبة وبدون مناسبة ولا زلنا نتذكر موقفه من امين بغداد المستقيل صابر العيساوي وكيف ان العيساوي نجح مرتين بتغريم الشهيلي واتهمه بالابتزاز ومحاولة الحصول على رشا ومقاولات الا ان الشهيلي والدوري استمروا في المتاجرة بانتحال الصدق والنصيحة والدفاع عن حقوق المستضعفين رغم ان الجميع يعرف دوافع الشهيلي والدوري والطرف الثالث من ثالوث الغش والنفاق وقلب الحقائق.
المفارقة العجيبة ان صوت الدوري النشاز ونغمات الشهيلي المقرفة لم تسمع في قضية البنك المركزي واتهام سنان الشبيبي بوجود فساد وغسيل اموال وتبديل وتدوير ملايين الدولارات رغم اهميتها وتأثيرها على حاضر ومستقبل البلد، ومثل الشهيلي والدوري بحرصهم على العراق وعلى مكتب السيد الشهيد كان يفترض ان يكون لهم حضور في الشرقية او البغدادية او السومرية من اجل رفع العقيرة والظهور بثوب النزاهة والوقار والنيل من الشبيبي الكافر الا ان الثنائي المرح فضل الانزواء والصمت حتى تنجلي الغبرة،ولان الدنيا تدور باهلها حال بعد حال وكما تدين تدان فقد كشف النائب المستقل الصدري "كاظم الصيادي"سبب صمت الشهيلي والدوري واذا عرف السبب بطل العجب ،والسبب تورط الدوري والشهيلي بغسيل وتدوير وبيع ملايين الدولارات بالاضافة الى رئيس لجنة النزاهة النيابية بهاء الاعرجي ونواب من القائمة العراقية مع اصحاب مكاتب صيرفة وسماسرة.
وقد يكون كل الفضل لرئيس المؤتمر الوطني احمد الجلبي في كشف الفساد والفاسدين والمتورطين بملف البنك المركزي وهذه معلومة قد لا يعرفها الكثير ،فالجلبي رجل اقتصاد ورجل خبير في عمل المصارف توصل بطريقة ما الى ان ما يباع من مئات الملايين من الدولارات يوميا امر يثير الشبهة لان هذه الملايين تحتاج الى مليارات من الدنانير العراقية وهو امر صعب ان لم يكن مستحيل لانه لا توجد مثل هذه السيولة عند العراقيين وفعلا صدقت نوايا وحدس الجلبي فقد تبين وجود جهات سياسية بالاتفاق مع ادارة البنك المركزي خوفا ورعبا تقوم باخذ الملايين من الدولارات دون تسديد المبلغ اي اخراج ملايين الدولارات لا يقابلها ادخال مليارات الدنانير الى البنك مباشرتاً انما يتم ادخال الدنانير بعد ان يتم بيع الدولارات والاستفادة من فرق البيع الذي وصل في بعض الاوقات الى اكثر من عشرة الاف دينار في الورقة الواحدة،وبحسبه بسيطة فان ما يحصل عليه السماسرة من النواب يصل الى مئات الملايين من الدنانير يوميا .
ان تهمة الشبيبي الوحيدة هي سوء الادارة ولم تسجل عليه اي اختلاسات او فساد حتى الان اما فضيحة الدوري والشهيلي والاعرجي فتتمثل باختلاس مئات الملايين من الدنانير،لكن العدالة التي طالت الشبيبي لا اعتقد انها ستطال الدوري والشهيلي لان هؤلاء ينتمون الى كتلة الصدر المختارة ،ويبقى عذر الشبيبي الذي لم يقله بعد عن اسباب صمته وعدم كشفه للسماسرة هو خوفه ان يكون مصيره مصير اعضاء اللجنة الاولمبية ومصير موظفي البعثات في التعليم العالي اذا اعترض الدوري والشهيلي والاعرجي.