على اعتاب محرم الحرام ونحن نتجشم عناء العتب ، وفي وحشة ليال مرت على آل الرسول ثقال ، ومع كل ما يعيشه العراقيون من ازمات ونكسات ومشكلات ، تتقدم نحونا بعجالة ايام مباركات ، برغم آلامها وحزنها الاثير ، ايام عاشوراء ، تلك العشرة التي يستعد لها اتباع آل محمد وهم غارقون بالدماء والعوز وتصبير النفس وتسليتها بظهور قائمهم عجل الله تعالى فرجه الشريف ، عشرة ايام كبرت فاصبحت اربعين ، تنامت فصارت كل يوم عاشوراء ، استقبلها الاتباع بلهفة لانهم وجدوا فيها ، العبرة ( بكسر العين) التي غابت سياسيينا فلم يعتبروا بها ولم تنكسر عيونهم ، ووجدوا فيها العبرة (بفتح العين ) ليفصحوا عن مكنونات صدورهم من شجن وحزن تلونت به جميع ايامهم ، وفتحوا اعينهم على عاشوراء ليملأوا ساعاتها بالدمع ، كيف لا يفعلون وقد قتلت احلامهم بايدي الاتباع ، من كان مظلوما من النواصب اصبح اليوم جائعا ومشردا وفقيرا في ظل دولة شعارها علي بن ابي طالب ، تلك هي الطامة الكبرى يا ابا الحسن ، انت يامن رقعت مدرعتك حتى استحييت من راقعها ، الم تكن تقدر على التسربل بالعبقري المنقوش من الديباج و أكل لباب البرّ بصدور الدجاج ، و شرب الماء الزلال برقيق الزجاج ؟ فلم لم تفعل وانت ابو الحسن ، ولماذا القوم اليوم عاكفون على الملذات فيما الناس تتلضى جوعا ، بعض الناس باعت قوت يومها لتشتري الرايات الحسينية خجلا من الحسين ، افلا تخجل حكومتنا من صراخ طفل جائع اضطرت امه لبيع اسمالها من اجل ان توفر له الحليب ، الا يخجلكم ذلك؟
على اعتاب محرم الحرام تنفس الفقراء الصعداء ، لانهم في ظل من يدعي ان حكومته امتداد لحكومة علي بن ابي طالب ينتظرون مجالس ومواكب الحسين ليشبعوا بطونهم الغرثى ، فيما يبيت من انتخبه الشعب مبطانا ، بل مبطان جدا ، فيامن اغرثتم بطون الناس ، وملئتم بطونكم بالحيوانات ، افعلوا ماشئتم ، اسرقوا قوت الشعب ، اجمعوا المال في بنوك الخارج ، امنوا مستقبلكم ومستقبل ابنائكم واحفادكم ، وامنوا مستقبل احفاد احفادكم ، اصرفوا على الغانيات ما تسلبونه من الناس ، اطلقوا سراح القتلة والمجرمين والارهابيين مقابل الدولارات ، افعلوا كل موبقات الدنيا ، ولكن اياكم اياكم ان تدعوا انكم تمثلون عليا .