تلك القطيعة التي تاجر بها نظام البعث ولعب على معزوفة الحصار الاقتصادي والتي ابقته اطول من عمره الحقيقي أي ان نظام البعث من التسعين والى يوم سقوطه كان يعيش عمرا افتراضيا وغير حقيقي يوهم الجميع بالمظلومية وتصويره بالحمل الوديع ٠ اما بعد سقوط الصنم العفلقي والنظام الدكتاتوري فيستغرب الجميع لما ابقاء العراق تحت نفس الظروف ولماذا يستمر بهذه المعاناة الا انه حتم على الحكومة وعلى الدولة العراقية الجيدة ان تفعل المستحيل للخروج من هذا العنوان ولعل اهم مابه هو العلاقة مع دولة الكويت والتفاهم معها على جميع الامور العالقة لانهاء هذا الملف ومع نهايته تنتهي مرحلة وفترة قاسية على الجارين والشعبين الشقيقين ٠
مرت مسيرة العراق بهذا الجانب بكثير من المراحل الا ان ابرزها واهمها هو ماقام به تيار شهيد المحراب منذ تحركات شهيد المحراب محمد باقر الحكيم رضوان الله عليه وبوادر التقريب بين وجهات النظر والتفريق بين ما قام به البعث ونظام العفالقة وبين الشعب العراقي وزياراته المتكررة الى الويت والجولات الرمضانية والتي راحت عرفا وتقليدا بين دولة الكويت رسيما وشعبيا وبين ال الحكيم والمجلس الاعلى وهو ما اسس لعلاقة تعم العراق والكويت وما نعكس على موقف الكويت من التغيير وريادتها في الدعم للتجربة العراقية ومن ثم ماقام به عزيز العراق رضوان الله عليه بجهود جبارة جعلت منه من اول السياسيين العراقيين في التوجه دوليا لتخليص العراق من طائلة البند السابع خاصة ماعرف بزيارة السيادة الى الولايات المتحدة ٢٠٠٧بوصفه رئيس الائتلاف الوطني الموحد وما نوقش من خلالها وما وضح واسس للنقاط الفعلية والمراحل التي سيقطعها العراق في طريق الخلاص من هذا الملف بشكل نهائي ٠
ما اسسه عزيز العراق وما دشنه اخرج هذا الملف من رفوف مجلس الامن الدولي ووضع الولايات المتحدة امام مسؤولياتها تجاه العراق ،ومن ثم ماحملته لاقناع المنظومة الدولية بان ما يجب ان يفعل هو ان يترك الامر للعراق والكويت عبر اللقاءات الثنائية والعمل المشترك لانهاء هذه القضية ٠ يضاف الى كل ذلك جهود سماحة السيد عمار الحكيم في تذليل الصعوبات وارساء اجواء الاخوة بدل الشحن الاعلامي والتصعيد السياسي بما لايخدم البلدين وفي اكثر من قضية وعند كثير من المنزلقات ٠
ان ما وصلت اليه الامور في الايام الاخيرة بحل ملف الخطوط الجوية العراقية واقرار الكويت بانها ستعمل على اخراج العراق من طائلة البند السابع وما ابدته بعثة الامم المتحدة كذلك من تفاؤل يجب ان يستثمر ويعجل من قبل الحكومة العراقية ٠
كما ان اعلان الحكومة العراقية بإنهائها اغلب الملفات العالقة مع الكويت يحتم عليها بان تستثمر وتستنفر كل الجهود الدبلوماسية وتلك الاجواء والسير على طريق مانهجه الحكيم في التعامل مع دولة الكويت وان يترك كل ماعكر تلك الاجواء المثالية بغية ان تتوج جهودها وجهود جميع المخلصين والحريصين من الجانبين لنهاية مرحلة قاسية ومظلمة من تاريخ البلدين وعلاقة الشعبين ٠ ابرز مايقال عن تتويج هذه الجهود هو مقترح الكويت باملها ان تكون اموال الكويت ومبالغ التعويضات بمثابة استثمارات في العراق ولعله دليل على حسن النوايا وتحول الى شراكة اقتصادية بين الدولتين الجارتين الصدقتين والشعبين المتحابين بعيدا عن لغة ومنهج ونوايا البعث والتكفير والذي راح يعيث بالبلدين فسادا ٠