لا أحد يستطيع ان ينكر منزلة الامام الحسين (ع) وجده رسول الله (ص)سيد الانبياء والمرسلين وخاتمهم ووالده علي بن ابي طالب (ع)سيد الوصيين ومذلل الجبارين وامه فاطمة الزهراء (ع) سيدة نساء العالمين البعيد والقريب يعرفه ويشهد له ويقدر منزلته وإنه خرج للاصلاح في دين محمد رافضاّ للظلم رافعاّ صوته بصرخة الاحرار التي هزت عروش الطغاة على مر العصور لم يخرج لفئة او لقوم بحد ذاتها وجعل من نفسه فداء للانسانية والحرية وكلمة الحق فشاركه الشيخ الكبير والطفل الصغير الرجل والمرأة العربي والاعجمي المسلم وغير المسلم الابيض والاسود تناوله الكتاب والمؤرخين والمفكرين والادباء والشعراء على مختلف مشاربهم وقومياتهم ولغاتهم فحير العقول واستطاع ان يسجل اسطورة خالدة للانسانية والكرامة والشهامة والشجاعة والأباء ونبراس للثوار , اعداء الامام الحسين (ع) كانوا يعرفون قبل غيرهم من هو الحسين وما مطلبه ومباديئه النبيلة واعترافهم بذلك مثلما يقول قائد تلك الجيوش الوحشية البربرية عمر بن سعد ((اني قاتلك وليس هنالك ابن بنت نبي غيرك))وحينما حمل الرأس الشريف المعفر بدماء الشهادة قال لأميره ((أملئ ركابي فضة وذهبا لقد قتلت ُالسيد المحجبا قتلت خير الناس اما وابا)) لقد اعمتهم الدنيا بصائرهم واحرفتهم عن طريق الحق الواضح , سطر الامام الحسين بحروف من نور بدماء شريفة منهاج الحياة وكتب الخلود بالتضحيات وأعدائه يعرفون من هو الحسين ويعترفون لكنهم مع ذلك يرفعون السيوف بوجهه ولم يستثنوا حتى الطفل الرضيع بوحشية لم يعرف منها التاريخ اسست لمنهج منحرف من المفسدين في الارض بصور متعددة ولكن لم نجد من يتجرأ ويقول اني بخلاف مع ذلك المنهج القيم رغم محاربتهم الانسانية بتفجير الشعائر والمناهج والانحراف عن مفاهيم سالت لأجلها الدماء الزكية , ساسة اليوم ينادون ويرفعون الشعارات بأسم المظلومية وحق المواطن المهدور لكنهم بفعلون عكس ما ينادون ويوعدون من خلال افتعالهم المستمر للازمات وديمومة السير بها والانشغال بالجزئيات البعيد عن واقع التأسيس لمشروع بناء الدولة الانسانية العصرية المتحضرة التي تحترم حقوق الانسان وتشيع العدالة والمساواة لتخدم المواطن رغم قناعتهم انه بحاجة الى دولة مؤوسسات ولكن الاغراءات جعلت الكثير منهم ينغمس في بحر الفساد والارهاب والتصيد في ماء الازمات العكر ونتيجة تلك الافعال التي يدفع ضريبتها المواطن وبدل من جلبهم السرور للمواطن اصبح وجود بعضهم يعكر الحياة العامة ويسيء للانسانية والاخلاق والقيم حينما يهتفون بمحاربة الفساد والارهاب ويقودون المافيات في سرقة البنوك والاحتيال على القانون بأستغلال المنصب فكانوا حاملين للسيوف ضد المواطن وان كان ادعائهم ان قلبوهم معه ...