ربما كانت الاحداث متزاحمة وكثيرة ومتعاقبة بقدر ماهي متراكمة و متراكبة الا انه بقى الحدث الابرز شدني كما كان دائما وفي نفس التوقيت من الشهر الحرام من كل سنة تسابق المشاهير والقنوات الفضائية والاعلام وكل اصحاب الاقلام من مختلف صنوف الادب والعلوم وارباب العقول والفكر وهم يحجون الى ابي الضيم الى مركز الثورة ينهلون منه العبر ويجددون البيعة له٠
مهما كان دينهم وباختلاف جنسهم والوانهم ومعتقداتهم الا انهم ينصهرون ويذوبون في كيان واحد اسمه الحسين وفي جسد ومكان واحد اسمه كربلاء ينعدم الزمان ويتوحد المكان فلا تبقى أي قيمة لتقسيمات (ارسطو) واهمية الزمكان ولا لتصنيفات واولويات ولغة ( شكسبير) فيستحيل الادب والشعر والمسرحية والرواية الى ادب حسيني وتراجيديا ومرثية ومندوحة كربلائية وشعار عاشورائي وتسقط نظريات (فرويد)اوتحليلياته النفسية حينما ترقى النفس البشرية وتستحيل المادة التي راهن عليها الى روح شفافة بعيدة وخالية من العقد وهي تسيطر على البسيطة عندما تخال ان الناس غير الناس ان الكون غير الكون وباي اعجوبة واي نظرية واي علم واي تفسير تجريبي وتطبيقي وتحليلي يقف امام مثال وتجربة وحقيقة الحسين وكربلاء فالعلوم التي تفاخر بها الغرب طويلا تقف عاجزه امامك (ابى عبدالله )فتنحني لك كل الطروحات، كيف لا و الديمقراطية والاصلاح والثورة والقيم العصرية باتت تتراجع ونراها بالدليل والاستدلال والشاهد والواقع ما هي الا افاضات ونفحات من نبعك الصافي فلم يبق صاحب نظرية ولا قائد ثورة ولا اديب ولا فن ولا شهير ولا متدين ولا زعيم ولا عالم دين الا وقال استفدت من الحسين وصليت ووقفت في محراب الحسين واعانني الحسين واضاء طريقي الحسين ٠
لم يبق الا الفن والالوان التي لاتتكلم الا في حضرة الحسين ولا تنطق بما جسدة لوحة خالدة يوم الطف ولا تعبر الا بما توحي به فرشاة حسينية وهو يحولوها ويقلبها ويحددها ويحيدها ويحيلها ويثبتها ويمزجها وينقيها الى شيءوحيد فالالوان في صورتها الطبيعية هي تدرجا واجزاء واقسام الطيف الشمسي اما في عالم اللوحة الحسينية وحقيته الكربلائية والتي نراها ونفسرها باعين الفنان والرسام ماهي الا الوان ثلاثة وبحساب المواقف بحساب التضحيات بحساب المعاني وبمقاييس الهمم العالة وبلغة الروح وبمنطق التعابير النورانية والروحية الصافية بلا شوائب ولا رتوش ولا منقصات ا(لاسود ولاابيض والاحمر) هي التيي استبدت واستفردت على كل الالوان ٠
صدقوا لم ارد ان اكتب أي كلمة من هذه ولم انوي غير ان تكون اصابعي هي التي تتبع ولا ادري كيف تسطر وكيف انهالت كل هذه التعابير فلم ارد الا ان اكتب واعنون عنوان عما حدث في يوم العاشر لهذا العام من تحول التراب في قارورة داخل المتحف الكربلائي اللى دم ولم اعلم الى اين اخذتني افكاري واين سبحت والى أي بر ترسي وهل غير بر الحسين وشاطي الامان الذي لاخوف معه٠ كنت اتامل بما يقوله الشيخ فرحان الساعدي وهو يشرح ويريد اثبات بان نهضت الامام الحسين عليه السلام لم يكن في وقته وخروجه ليس انيا ولا ارتجاليا ومن على قناة العراقية في برنامج خاص ، وفي الجهة المقابلة مررت مرور الكرام على قنوات وصال وقنوات الوهابية مناصبة العداء لمحمد وال محمد عليهم السلام وانا اقول بنفسي لعلهم يحفظون للحسين حرمة لعلهم يقولون شيء فلم اجد غير التهريج والتطبيل لفتنة والمغالطة والاصرار والعناد الاعمى والغباء والحقد والتمادي فاسترجعت واحتسبت الى الله وبالله استعذت وتمسكت ولم اقل غير انا لله وانا اليه راجعون وطلبت لهم ما يطلبه مسلم بالهداية والخلاص من هذه الابواق النشاز ودكاكين الفتنة ٠
فاين هؤلاء من كل الاسماء المسيحية والصابئة حتى اليهودية والبوذية والسيخ والهندوس والملحدين والا دينين و٠٠٠٠٠اين هؤلاء من الحسين اينهم من الاسلام اينهم من كربلاء اينهم من العقل والضمير والاحساس الصادق ٠ لم يهزني حديث القارورة بقدر ما هو اثبات لرواية وحقيقة عمرها يمتد الى اكثر من ١٤٠٠سنة وهو حديث النبي صلى الله عليه واله وسلم الى ام سلمة (رضوان الله عليها )وهو ما كان يتحدث عنه الشيخ الساعدي ويفنده مهرجي وعميان وصال وقنوات الناصبة وسفهاء الوهابية فجاء الدليل متجدد وحي وغض طري وهو دليل على احقية الفكر الشيعي ونهوضه ومنطقيته لانه يتلائم مع الرسالة المحمدية بانه يؤمن بالغيب والارادة السماوية والترتيبات والالهية ٠