القادة السياسيين منشغلين بوادي الخلافات ونصبأعينهم الانتخابات وكلما اقتربت الانتخابات المحلية زادت من سخونة الخطابات والافعال لنتطلق من بين طياتها خطط جهنمية كفيلة بأستقطاب الناخبين من التلاعب بالمشاعر القومية والطائفية عازفين على وتر ديمومة الازمات وكأن العراق خلق من اقوام مختلفين يأكل بعضهم بعضا , ومنذ عام ٢٠٠٣ كشفت اغلب صناديق الاقتراع خيبة الاّمال وبتراجع سنة بعد سنة بعد ان وجد ان الاّلام والاّهات والمطالب استخدمت كأهداف انتخابية وسياسية وكل واحد يريد تسجيل هدف الفوز , واقع البؤس والتردي المعيشي والخدمي تغرق فيه اغلب مدن العراق والأسوء هو التفريط بأرواح الابرياء , كركوك رهينة و( فصلية ) العرف السياسي منذ اطلاق مسميات المناطق المتنازع عليها والمكونات على ابناء الوطن الواحد اصبحت قضيتها كقضية فلسطين وقدس لكردستان والحكومة الاتحادية , وكركوك مدينة للتأخي وعراق مصغر مزقتها نيران الخلافات وهدرت بتلك الخلافات كل التخصيصات وبدل ان تكون قلعة تجمع المكونات تحولت الى قلعة عسكرية و حشود القوات التي تريد تحريرها , فهي تحلم ان تكون شبيهة بمدن كردستان البراقة بأضاءات تلمع فوق الجبال او ترنوا الى بغداد لتكون قريبة من مركز القرار لتحظى بالاهمية من موازنات متخومة وبدل من تحقيق احد احلامها تحولت الى معناة كارثية وموت دائم ومحور قتال للاستحواذ عليها , الحكومة والاقليم متخبطان في قراراتهم ليجعلوها متردية الخدمات وتحكمها الاجندات فمرة يشاهدون البيشمركة يتجولون فيخاف العرب ومرة القوى الاتحادية ويخاف الكرد وكلا السلطتين تنظر لهم بعين السلبية وهم يشعرون انهم يعيشون في بلد سليب , كركوك ليست ضيعة لأحد إنما هي ملك لاهلها بالانتماء والشعور بأن ترابها ممتد في عمق جذور حضارة العراق وهذه الصراعات والتداخلات سمحت للتدخلات ىالخارجية الامريكية والتركية والاقليمية وكل واحد يعزف على وتر فئة ليشعرهم ان الشريك طامع وطامح بالنفوذ والتمدد عليه , سيادة اي مدينة عراقية من سيادة العراق ولا يمكن قطعها مثلما تسعى جهات لتمزيق العراق وحال واقعها يمثل العراق ومدينة التأخي تحولت الى مدينة فقدان الأمن والخدمات وكما قلنا انها تحاكي واقع العراق وانحيازها الى اي طرف او محافظة سوف يغير من موازينها وطبيعة مكوناتها والدستور العراقي في مسوداته قال ان كركوك لا يمكن ربطها مع اي محافظة او اقليم , لذلك لو كانت الاطراف السياسية ساعية بجدية لخدمتها لما وصلت الى منطقة للصراع بعد ان تحولت الى مدينة للرهانات الانتخابية بدل التعاون وجعلها مدينة عراقية او جعلها اقليم منفرد لذاته يعيد الهيبة لأهلها ويحترم كل مكون الاخر , وكركوك ليس قدس عراقية انما مدينة مدنية لا تختلف عن البصرة في عراقيتها وليت تلك الجهود تحشد من الحكومة الاتحادية وكردستان للنهوض بها واستعادة مدننا الواحدة تلو الاخرى وجعلها تدر الخيرات على العراق من حيث اهميتها الاقتصادية ومواردها الطبيعية , التنازع القومي والطائفي والعرقي والتفاوت في الدفاع عن مدينة على حساب اخرى او تفسير الدستور بمفاهيم اغراضها انتخابية سوف يجعلنا اليوم نتخلف على كركوك وغداّ على بغداد الى ان نصل من اقصى الجنوب الى اقصى الشمال بخلافات مزمنة ..