لن يحار طويلا من يريد ان ينهل من الحسين عليه السلام قيم انسانية نبيلة ومفاهيم عليا يتعلم منها ويعلم ابناءه ومن يهمه امره ، لاسباب كثيرة ومتعددة منها على سبيل المثال لا الحصر ان الامام الحسين عليه السلام كان مصداقا حقيقيا لروح الانسانية المتجسدة في مراعاة العربي والاجبني ، المسلم والمسيحي ، الابيض والاسود ، السيد والمولى ، لافرق في المفهوم الحسيني بين كل هؤلاء فهم جميعا مسلمون وهم قطعا مشاريع فداء ، وبالتالي فان تعامل سيد الشهداء مع هذه الثلة هو تعامل واحد بجميع المقاييس ، لم يكن روحي له الفداء يفرق بين ولده علي الاكبر والفتى النصراني او عابس او جون او غيرهم ممن كانوا يشكلون خارج المسرح الحسيني شرائح وطبات مختلفة ، ان مفاهيم الطف خلقت جيلا جديدا من المعطيات وصنعت لغة اخرى للتعامل مع فئات الناس غير اللغة الدارجة التي تسالم عليها الناس وهي لغة الحب الانساني ، لم تكن الضابطة الاسلام فقط ، بل كانت الانسانية هي الضابطة التي اشتغل عليها الحسين في يوم طفه ويوم استشهاده ، يوم الفاجعة التي تحولت الى عرس اخلاقي لامثيل له ، ولعل بهجة هذا العرس تكمن في خلق نوع جديد فهمه جميع الناس منذ تلك اللحظة وحتى يوم الناس هذا ، فترى الغربي والشرقي والهندي والافريقي ، جميع المشارب فهمت الحسين الذي خاطبها قبل اربعة عشر قرنا ، بعث برسالة سلام وود مكتوبة بدمه الطاهر ودماء ابناءه واخوته واصحابه ، ختمها بشمع الايمان وروح الصبر والمواساة ، كان شعارا براقا لمع بسماء الانسانية ليضخ للعالم دفعة من الامل واجج ثورة ما تزال مشتعلة ضد كل ظالم ، كل الظلمة اليوم يخافون اسم الحسين بينما تلهج شفاه المظلومين دوما باسم الحسين ، الا يكفينا فخرا ان نكون من شيعة الحسين ؟ الا يكفينا عزا ان نبكي على الحسين ؟ الا يشرفنا ان نكون خدمة الحسين ؟ وهو الذي نصر المظلومين في كل بقاع الارض ووضع اسسا عظيمة للوقوف ضد الظالمين، فسلام عليك سيدي وعلى اولادك وعلى اصحابك وعلى اخيك العباس عليه السلام .