لم تخترع التكنلوجيا اعتباطاّ ولم تذهب وسائلها سدى بل جعلت من العالم متقارب متحضر التعامل اختصرت المسافات وذوبت جزء كبير من الخلافات استخدامها كان في البداية للاغراض النبيلة وتحولت بعض منها الى ادوات شريرة للتدمير حينما ابتعدت عن ملامسة الشعور والاحساس الانساني , الحياة ربما يحسبها الساسة صراع للمصالح لكن الصراع يتوحد حينما يكون الهدف واحد واذا كان الهدف وطن فإنه يحتاج لتعاضد طاقات وكفاءات ابنائه وافكارهم فأن اختلفوا في وجهات النظر لا يصلون الى درجة الصراع ,الحروب والخلافات عمرها لم تستطيع حل الازمات وحروب عالمية توصلت الى التفاوض وحروب الابادة التي شنها النظام السباق لم نجني منها الا الويلات ضد الشعب العراقي والدول المجاورة ورثت عداء في النفوس وكراهية ليس من السهولة ازالتها , من حق الجميع الطموح في دولة ديمقراطية ومن حقهم ان يظهروا مطالبهم وحقوقهم المسلوبة او المطالبة لجماهيرهم ولكن ان لا يتم التجاوز بها على الاخر او على الدستور ويتم على اساسها وضع التفسيرات التي تجعل الطموحات متقاطعة عندما لا يتنازل طرف الى اخر بالحوار ونترك الصوت يعلو للدبابات واصوات المغرضين والمستفيدين من خلق الازمات , صراع الاقليم والمركز يحمل في عمقه مصالح انتخابية وعلى المالكي والبرزاني ان يشكر احدهما الاخر لرفع رصيده في الانتخابات بمناوشات وازمات واتهامات متقابلة , التكنلوجيا التي وصلت للعراق بعد ٢٠٠٣ كالموبايل والانترنيت وسائل حديثة يمكن لها ان تختصر المسافة بين الاقليم والمركز ويمكن الحدث بها بصورة حضارية رغم ان الاجتماع المباشر له الاثر اكثر في تقريب النفوس بدل التلويح بلغة الحرب والدمار والرد العسكري وماذا يحصل لو ان احد الطرفين تنازل لأجل وحدة الوطن وذهب الى الاخر ليسجل له التاريخ موقف مشهود او اتصل هاتفياّووضح موقفه وحرصه , الغريب ان رئيس البرلمان بحديث كإنما يحمل هواجس شخصية يدخل منها على خط الازمة لتمرير الانتخابات وكسب الاصوات مثلما ربح الورقة القومية واكتسح اصوات الموصل في الانتخابات السابقة , هنالك ارباك واضح وعدم دقة وتخبط في التصريحات الموجهة للشارع ربما تدفع بعض الاطراف اسقاط العملية السياسية بالنار والحديد ودماء الفقراء والخلافات اصبحت اعمق من سحب الثقة و تجاوز الدستور وتحولت الى تصفية حسابات وثارات لاعبين على وتر امتلاك السلطة , الحلول ليست بالضرورة ان تكون بيد المالكي او البرزاني او النجيفي وتمسكهم بوضع الحلول بيدهم يضع المواطن بتصور انهم متسلطين على القرار ولا يمكن ازاحتهم بالانتقال السلمي للسلطة , من حق الاكراد ان يكون لهم توجس من السلطة المركزية لفقدان الثقة منذ زمن تعاقب الانظمة وضمان حقوق المواطنة والحقوق المدنية ومن حق حكومة المركز ان تفرض سيطرتها على امن الدولة في بلد متهالك مفتوح الابواب يعصف به الارهاب والخراب ولكن ليس هذا او ذاك يفرض بالقوة , و ادعاء المالكي ان رياح التغيير ستعصف بكردستان مخالف لصلاحيات رئيس الوزراء و مسؤولياته انه مؤتمن على الدستور ومحافظ على سيادة البلاد ان يتمنى ان يكون التغيير غير ديمقراطي , الكل نراه يسعى للابدية في الكرسي على حساب النسيج والثوابت الوطنية ولطالما اتهم الاقليم بتهريب النفط او اختلاس رواتب البيشمركة او العلاقة مع تركيا وايران ورد الفعل يكون بشكل مشابه ويعيش المواطن دوامة لا يعرف من المقصر وان كان هنالك اختلافات لابد للعودة لدستور متفق عليه الجميع بدل الجعل من قوات دجلة وقوات حمرين صور انتخابية تلصق على جدران البيوت والمؤوسسات وتصل لكل مواطن ليحمل معهم قبس نار يحرق الجميع ..