مابين كدح العيش وهم الدراسة يعيش الطالب وهو باحث عن سلم للرقي في الدراسة وضمان للمستقبل وعليه البحث عن دراسة وعمل في نفس الوقت في بلد تعطلت فيه المشاريع وتوقفت فيه الزراعة والصناعة ويعيش الركود الاقتصادي , ورفع الفقر عن المجتمع وتحريك مواردها البشرية والاقتصادية اهم مقومات نهوض الشعوب , دولة لا تزال في عالم لا يملك فيه كل مواطن حساب مصرفي وانعدام ألياتها المؤوسسية ومشكلة في ادارة الاموال وإيجاد سبل العزة والكرامة لمواطنيها . ميزانية العام الماضي ١١٧ مليار دولار لم يجد فيه المواطن تخصيصات حسب الاولويات تبدأ من طبقة وصلت الى رمقها الاخير كي تنتشل والرؤية غائبة في عموم ادارة البلد بساسة يفكرون كيف يحافظون على اماكنهم ومع من يتحالفون حتى يطيلون الجلوس على الكرسي , التلاعب لا يزال في الانفاقات وابواب كثيرة له غير ضرورية واقل مسؤول يملك عشرة سيارات مليئة بالحمايات يأكلون ويشربون ويلبسون على حساب المال العام بشهية مفتوحة بنزين للسيارات واطارات وتصليح لأحدث الموديلات وما يرافق ذلك من تسريب وتهريب وحينما نبحث عن متغير ومشروع كبير ستراتيجي على ارض الواقع لا نجد نقلة نوعية ومن واجبات البرلمان الاطلاع على المشاريع والمراقبة واهمية المشاريع واولوياتها حيث تبدأ من تنمية الطفولة والتعليم والصحة التي تسعى الحكومة فعلها ,ولا تزال العراق بين الدول النائمة التي تشتر الماضي وتستهلك كل مالديها وتقضم لسانها واسنانها لم تتوقض بالتكنلوجيا ولا اصوات قرع طبول الحروب وسباق محموم نحو المقدمة لتعرض نفسها الى خسائر فادحة جراء هجرة كفائاتها التي اصبحت بأمس الحاجة الى نهوض واقعها وتغير مواقعها بالبنية الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والعلمية , المشكلة تكمن في سياساتها الخاطئة بدءّ من التخطيط وتوجيه الاموال والتنمية التي اصحبت عائق امام امام الاستفادة من الكفاءات والقدرات بل عملت على تقويضها ودفعها للهجرة او اضعاف بنائها الاساس , هوة كبيرة بين ثورة التكنلوجيا وقفزات العالم في احتضان العنصر البشري والعلمي وتقديم المغريات مقابل الخسائر التي نتعرض لها من فقدان خبراء التدريس والاستاذة والاطباء الكبار والمهندسين والمبدعين والمفكرين والعقول العلمية المتخصصة وهذا ما يرفد المؤوسسات بتلك الكفاءات وتدهورت مستويات التدريس من مراحلها الابتدائية الى الجامعية , من المؤلم ان يبدع العراقيون في دول العالم ولم يسأل الساسة انفسهم لماذا نحن في ذيل قوائم التدني بكل المستويات ولم تبقي المزايدات السياسية والازمات الانتخابية والنفع على حساب المصلحة العامة ولم تسلم اي فئة دون ان يمسها الضرر وفئة الشباب هم اكثر الفئات تأثير بسوء السياسات الذي ولد عزوف وهروب من المدارس وتردي التدريس والمستويات العلمية ,ايقاف منحة الطلبة خطوة لمحاربة الشباب الطامحين ان تلتفت لهم الحكومة في ظروف حرجة وتنتشلها من واقع الفقروالفاقة واحتياجات لا تعد ولا تحصى والموازنة تستهلك اكثر من نصفها في الفساد الاداري ومليارات تنهب كل يوم في حين ان منحة الطلبة لا تتجاوز الملايين ولا احد يكشف عن اسماء المفسدين ومتاهات ضياعها ومقترحات كثيرة قدمها اعضاء برلمان كانت تهدف لمعالجة شريحة من المجتمع او مدينة وبقيت تلك المقترحات والمبادرات على الرفوف وتوقفت بعضها لأسباب مجهولة لا يعلمها الا الراسخون في الفساد وتعمد التعطيل , مستقبل الشباب لا يزال غامضاّ وخريجون تنتظرهم مساطر البطالة ومفخخات الموت المتجولة تطاردهم وكثير من القوى السياسية تلهث خلف الشباب والطلبة تتوددهم وتكسب اصواتهم لكنها لا تكون ذات فاعلية في كيفية وضع معالجة مشاكلهم والدهشة خيمت على الطلبة الجامعين بعدم صرف المنحة الدراسية رغم اقرارها لسنوات وجعلت من قضيتهم كبقية القضايا للتسقيط بين برلمان وحكومة وتبريرات غير مقنعة بين الوزرات ..