ولم يصل الامر الى ماهو عليه الا عندما ترك الجميع الحوار واستبداله بالمواجهة وعدم الجلوس تحت قبة واحدة او طاولة واحدة والذهاب الى الاعلام بحيث اصبح الحديث والحديث المقابل والتصريحات والاتهامات المتبادلة بدل النقاش وتبادل الافكار ٠
هذا هو واقع الحال بالاضافة الى ان الجميع ترك حديث وخطاب العقلاء وذهب الى خطاب التطرف في الطرح او التشنج او اقلها خطاب التازيم، فماذا ينتظر الجميع طوال فترة ثلاثة سنوات من الشحن والتتنابز والتهاتر؟ غير ان يتطور الامر بعيدا عن الكلام ويتحول من مجرد كلام وعبث الى سباب وشتم ثم الى نزاع ثم فتل عضلات واستعراض قوة ومن ثم بسط نفوذ ٠٠٠
والا ماذا يعني ان يتحدث الجميع عن الحق الدستوري والتغني بالقانون والحق القومي والارث التاريخي وتنازع الصلاحيات في دولة يفترض انها واحدة ذات نظام واحد فدرالي اتحادي لم يمض على كتابة هذا الدستور عقد من الزمن ومن كتبه حي يرزق واغلبهم اصحاب المشكلة ورواد الازمة الحالية بين الاقليم والمركز٠
فهل ان النوايا اختلفت ؟ام ان الطموحات قد ازدادت بحيث لاتتحملها الحدود السابقة؟ ام ان هنالك خفايا ونوايا مسبقة وان كل ما جرى وحدث طوال السنوات السابقة كان يمثل الخطوة الاولى من المشروع والجميع في صدد تنفيذ او التحول الى الخطوة الثانية ؟ هذا ما يروج وما يحاول ان يقال او يقول خاصة بعد المؤتمر الصحفي لرئيس الوزراء وتخندق رئيس الجمهورية في الخندق الكردي فكلاهما يمثل السلطة التنفيذية وكلاهما كان يتصرف ويتكلم الى امد غير بعيد بانه حامي الدستور او حامي القانون وممثله في العراق، فما الذي تبدل ام ان الحلول قد انعدمت والاساليب قد انحصرت وتحولت الى طريق واحد لاثاني له؟ طريق ومسار يتيم مسدود لايحتمل الرجوع او الالتفات الى الوراء انه طريق السلاح والتلويح بالحرب وخيار القوة وفرض الامر الواقع , ام ان هنالك خطا ما ولبس وسوء تفاهم ؟وهذا مانرجوه وبذلك لامجال ولا مكان لكل مايقال وبوادره تبشر بخير٠
ان العودة الى ضمير الشعب وخياراته وامانيه وبما كان يجب ان بحدث طوال الفترةالسابقة والخروج من هذه الازمة وعدم ابقائها والرضوخ لصوت العقل ومطلب المنطق هو ما يجب ان يسود لا التنازع ومنطق الغلبة والتهديد فما ،عرفه الشعب العراقي من ظلم ومن اضطهاد يختزن في ذاكرة الجميع مشاهد ومواقف مؤلمة كنا الى اليوم نضعها في خانة الدكتاتورية والبعثية والمؤامرات الدولية والتخندق بين معسكرات الشرق والغرب وابتعادها عن مصالح العراق فلماذا نريد ان نضعها الان في خانة الوطنية والمصلحة القومية والخيار والمطلب الوطني؟ فمن الكرد ام العرب الشيعة (وهم من يمثلون في هذا الصراع الغريب العجيب )لم يكتوي بالحروب الداخلية؟ فمن منهم لم ير نتاج الاحتراب والاقتتال ؟فكل الحروب التي دارت بين الحكومة والاكراد سابقا كان حطبها الشيعة كونهم اغليية وكونهم من يساق الى جبهات القتال في معركة ليست معركته وقضية ليست قضيته لان الجميع يعلم ماهو موقف المرجعية الدينية الشريفة من الحرب على الاكراد وكيف وقفت في وجه من اراد ان يشرعن اعمال التهجير والتقتيل والاستباحة باسم القومية والوطنية٠
فلماذا اليوم لانستذكر ذلك التاريخ المشترك ؟لماذا لايرجع الجميع الى التاريخ القريب ولحضات كتابة الدستور او الى لحضات تشكيل الحومات او الى أي قانون مهم اقر في هذه الفترة؟من كان اطرافه ومن كان صناعه ولماذا يحمل الطرفان منة ما يفترض انه واجب واستحقاق للعراق ولشعب العراق ؟.
واذا كان الجميع قد نضج وباتت الطريقة القديمة او اسلوب التوافق غير مجدي فلماذا لايتحولوا الى اسلوب اخر ؟ولماذا لايعودون الى الدستور؟؟؟!!! وهو واضح وجلي ومفهومأ فلا الجيش الاتحادي يستطيع ان يتحرك الا بامر وتخويل من البرلمان ولا البيشمركة يستطيع ان يتدخل ويتواجد في المناطق المتنازع عليها أي انه لايتحرك خارج حدود الاقليم وليس من صلاحيات ولا واجبات الطرفين ما قومان به الان ٠فلماذا التهويل وخلط الاوراق؟ واذا كان البارزاني قد ذهب بعيدا فمابال الرئيس الطالباني ؟؟واذاكان المالكي بنفس حال البارزاني فما بال قيادة التحالف الوطني؟؟ ٠
اذا فما يجب ان يكون هو التحرك بسرعة وتغليب لغة العقل والتعقل وترك التهور وما يجب ان يسود هو لغة وخطاب وحكمة العقلاء لا لغة العسكرة ومنطق القوة لانها لم ولن تعمر بلد وهذه حقيقة وواقع ونتيجة عشناها وعرفناها من التجارب المريرة السابقة فالى الجميع لاتخربوا بيوتكم بايديكم وجنبوا العراق وشعب العراق بكل اطيافه هذه الماساة وان كانت بالكلام وان كانت عن طريق الاعلام وان كانت غير حقيقية فمجرد التفكير بها والحديث عنها هو مؤلم ومخجل للجميع لان النتيجة ان لاغالب في حرب القليم والمركز فالجميع مغلوب فلا تتوهموا ولا تذهبوا بعيدا ولا تجانبوا الحقيقة الواضحة كالشمس في رابعة النهار ٠