طريقة وصف أصحاب الرأي الآخر بالجهل وعدم الفهم تدفعني الى التعامل بالمثل مع صاحب هذا المقال فهو يكثر من قوله(كما أفهمها ويفهمها كل عربي) ولكنه في الحقيقة لا يكاد يعلم ما يقول فهو يعتقد أن الله نزل تشريعاً بالقرآن فقط ونسي قول الله تعالى(وما اتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا )وقال الرسول(ص)(يوشك أحدكم يتكأ على وسادته حسبنا كتاب الله) وعليه فالأحاديث النبوية الشريفة المبينة لشدة الحرمة لا تنفك ابداً عن الآيات الواضحة في حرمة الخمر هذا من ناحية ومن ناحية أخرى فالعلماء والفقهاء الذين تعرضوا لهجومه اللا أخلاقي ورد في بعضهم (العلماء ورثة الانبياء)و(العلماء باقون ما بقي الدهر) وقوله تعالى (لولا نفر من كل فرقة منهم طائفة ليتفقهوا في الدين ولينذروا قومهم اذا رجعوا اليهم لعلهم يحذرون )فهؤلاء ينذرون قومهم بأمر الله تعالى وليس تطوعاً من عند انفسهم ما يفهم(فطحلنا) والآيات التي أشار اليها تتفق على حرمته فهو لا يميز بين (تجنب)و(إجتنب) ولا بين الاستعمال المعاصر والاستعمال الاصلي للمفردة ولا يفهم شيئاً في تعويذ الضمائر ولا يعرف أن الهاء في (اجتنبوه) تعود على كلمة(رجس) وأنها أبلغ من عود الضمير على الفرعين وهما(الخمر والميسر) ولا يفهمأن قوله تعالى(سكراً ورزقاً حسنا)يعني الحديث عن نقيضين ولكنه يجد اسلوب وهم الآخرين بالجهل أكثر هجوماً وأشد إيلاماً والحق انه لا يكاد يفقه ما يقول ولم يعلم ما معنى سيرة المتشرعة والشهرة الفتوائية والاجماع ...والحديث عن أمثاله مضيعة للوقت إذ أن صراحة الآيات التي فهم منها التدريج فالمصلي السكران عليه حرمتان حرمة سكره وحرمة أداءه الصلاة وهو في السكر ولو أن الحديث فقط عن الحرمة لقلنا ان الخمر حرام ولكنه ليس مبطلاً للصلاة تماماً كالذي يتفاعل في حديثه وهو يصلي مع الذين الى جانبه فيشير لهم ويتبسم لهم فصلاته صحيحة ولكنه مأثوم ولكي لا تقع الناس في مثل هذا التصور بينت الآية أنه بالاضافة الى حرمة الخمر فأن الصلاة باطلة لمن يعتريه وهذا فهمته الاوائل من أهل اللغة والنحو والصرف الذي لا أعتقد (صاحبنا الكاتب) سوف يجد حرجاً في وصفهم بالجهل وحتى وعاض السلاطين الذين كانوا يحللون ويحرمون على هواهم لم يجرأوا على اختلاق هذه الخزعبلات التي لا يقول بها إلا من استحسن الخمر وطاب له ويريد ان يبرر فعله وإذا كان الأمر متعلقاً بالصلاة فقط وان بامكان الانسان أن يسكر في اوقات أخرى فما قول(صاحبنا الكاتب) في المخمور الذي يصفه الله تعالى بانه لا يعلم ما يقول...ماذا لو لم يميز بين زوجته واخته وبين أمواله وأموال غيره وبين ما يجب ان يستر من جسده وغيره وسائر المحرمات فهل بامكانه أن يفرغ وقتاً للصلاة لا يكون فيه مخموراً ثم يفعل كل ذلك في الاوقات الاخرى....إنا لله وانا اليه راجعون ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم...وصدق رسوله إذا قال سيأتي على أمتي زمان يرون المعروف منكراً والمنكر معروفاً وأضاف(صلى الله عليه وآله) ويأمرون بالمنكر وينهون عن المعروف)ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت ايدي الناس ليذيقهم بعض الذي عملوا لعلهم يرجعون) صدق الله العلي العظيم