والسيد السيستاني كان صاحب أضخم مدرسة دينية خرَّجت الآلاف المؤمنين والمجاهدين في عصر تكالبت فيه قوى الاستكبار ويعاضدها الجهل والاستعباد
المدرسة العلمية للإمام السجاد عليه السلام تركز على البرهان الساطع و الأساس الراسخ في مجال البحث العلمي أو حتى الإنساني
والسيد السيستاني هو أحد أعلام المدرسة الجعفرية، وسعى الى ان ينشر علوم اهل البيت عامة تلك الكنوز والاستفادة منها، عبر ظهور تلك العلوم ولا نخطأ إذا قلنا أن ما عند السيد السيستاني من علوم يرجع الفضل بها إلى الإمام الصادق (ع)
لأنه المنبع الأصيل لجميع العلوم والثقافات والذي تغذت منه مختلف الخطوط والاتجاهات.
هنا نريد ان نقف عند بعض الجوانب التي اشتهر بها الإمام السجاد ( ع ) وسار على هداه فيها السيد السيستاني وهي كثيرة ولكن منها باختصار
أولا : الموسوعية في المعرفة والعلم الإمام السجاد رائد البحث العلمي ومؤسس المدارس الفكرية في الإسلام حيث اشتهر الإمامالسجاد ( عليه السلام ) بين عموم المسلمين بالثقافة الموسوعية في شتى العلوم .
وهنا سار السيد السيستاني على خطى الإمام السجاد ( ع ) ففي العلم الديني كان السيد السيستاني مرجعا كبيرا فاق غيره من العلماء وخاض كافة الحقول الإسلامية وذلك بشهادة علماء عصره كالسيد الخوئي وأغا بزرك الطهراني وغيرهم الكثير.
ثانيا : تَتَلمذ على يد الإمام السجاد ( عليه السلام ) ، العديد من العلماء ، والفقهاء ، وزعماء المذاهب قد انتسبوا إلى مدرسته ( عليه السلام ) ابو حمزه الثمالي و عامر بن السمط عامر بن وائلة و العباس بن عيسى وغيرهم فكل الباحثين حتى غير الشيعة يؤكدون انه (ع) كان مَرجِعَ الأمَّة وهم معترفون بالفضل لهذا المُعلِّم الحكيم ، الذي أعطى المعرفة للجميع دون تمييزٍ بين فِرَقِه ، وطائفة ، ومذهب
والسيد السيستاني كان أستاذا بارعا لم ترى المحافل العلمية له نضير في قوة طرحه وبراعة أسلوبه وله من التلاميذ الكثير منهم الشيخ محمد باقر الأيرواني والسيد منير الخباز وغيرهم الكثير.
ثالثا: اشتهر عصرُ الإمام السجاد ( عليه السلام ) بظهور الحركات الفِكريَّة ، وغزو النظريات الغريبة في المجتمع الإسلامي حيث تضارَبَتْ فيه الآراء والأفكار فتلك الفترة شكَّلتْ تحدِّياً خطيراً لوجود الإسلام لذا كان الإمام ( عليه السلام ) سَفينَة النجاة في هذا المُعتَرَك العَسِر لجميع الناس وتصدى بقوة لكافة الجماعات المنحرفة .
وسار السيد السيستاني على هذا النهج فقد كانت مرجعيته تتصدى للجماعات الضالة وللأفكار المنحرفة حتى ان الأمة وجدت فيها حصنا منيعا وملاذا أمنا للحفاظ على عقيدتها فكانت جهوده المباركة (دام ظلة) جهاداً علميّاً ضد المنحرفين والطواغيت كما كان الإمام السجاد ( ع ) مجاهدا في كافة ميادين الجهاد العلمي ولذلك أخذ على عاتقة تأسيس المراكز العلميه .
رابعا : امتازت الفترة التي عاشها الإمام السجاد ( عليه السلام ) بأنها مرحلة صعبه للغاية وذلك لانفتاح البلاد الإسلاميَّة على الأمم الأخرى ، وخصوصا لانتشار الترجمة التي ساعدت على نقل الفلسفات الغربيَّة إلى العرب . فبدأ الغزو الفكري باتجاهاته المنحرفة ، ونشأت على أثره تيَّارات الإلحاد ، وفِرَق الكلام ، والعقائد الغريبة الضالَّة . وقد تطلَّبت تلك الظروف أن ينهض رجل ، عالِم ، شجاع ، يردُّ عادِيَة الضلال عن حصون الرسالة الإسلاميَّة . فكان أن قيَّض الله جلَّ وعلا الفرصة للإمام السجاد( عليه السلام ) الذي كان حصنا منيعا وسببا أساسيا لبقاء أفكار الإسلام في الأمة حيث واجه الأمام السجاد تلك الثقافات بكتاب الصحبفة السجاديه والذي يعتبر من كنوز آل محمد.
وهكذا هو عصرنا عصر الانترنت والفضائيات حيث غزت الأمة العديد من التيارات والأفكار فعاش الإسلام في العالم عموما وفي العراق خصوصا فترة ضعف فقيض الله عالِم ، شجاع مخلص، يردُّ الضلال عن الأمة الإسلاميَّة وهو السيد السيستاني تلميذ المدرسة الجعفرية الشريفة فجنَّد المرجع السيستاني جهوده العلمية الهائلة لمواجهة الانحراف والتحريف في عصرنا هذا من خلال مجموعة من مراكز الافتاء العالمي و مكاتب التبليغ التي تتولى ارسال البعثات والمبلغين في المواسم والفصول والشهور ولا سيما محرم وصفر وشهر رمضان المبارك وذلك لاداء الرسالة وايفاد مئات المبلغين سنويا لانحاء كثيرة من العالم وتجري هذه الفعاليات بدقة واخلاص لاحياء تراث اهل البيت وتبليغ احكامهم للقاصي والداني و مركز ال البيت العالمي و مركز الامام الرضا عليه السلام المعلوماتي ومركز احياء التراث الاسلامي و مؤسسة الامام علي عليه السلام: وهي تعنى بشؤون الترجمة والنشر الى اللغات العالمية الحية وتتبنى ايصال الفكر الامامي خالصا الى مختلف الامم والشعوب وتيسير الفتاوى والعقائد والاحكام وربط ذلك كله بالتواصل المرجعي ويقوم عليها متخصصون في اللغات ولها فروع في لندن وبيروت ومشهد ومركزها الرئيسي في قم وقد قامت بترجمة عشرات المؤلفات الضرورية الى اكثر من خمس وعشرين لغة في طبع انيق واخراج مميز و المكتبات المتخصصة: توفر المراجع والمصادر في شتى الفنون المعرفية واعداد تقويم عام لابرز الرسائل في المواضيع العلمية وعقد الندوات الخاصة بالبرنامج المكتبي وابرز هذه المكتبات هي مكتبة التفسير وعلوم القران ، مكتبة علوم الحديث الشريف، المكتبة الفقهيةـ الاصولية المتخصصة ، مكتبة الفلسفة وعلم الكلام ، المكتبة الادبية المتخصصة ، المكتبة التاريخية ، مكتبة المحقق الطباطبائي ، دار الزهراء الثقافية الخاصة بمؤلفات النساء.
وأخيراً اقول السلام على أمامنا زين العابدين علي بن الحسين السجاد وحفظ الله مرجعيتنا الرشيده لاسيما مرجعنا المفدى السيد علي السيستاني .