المشهد السياسية مليء بالمتغيرات ولا يشبه له مثيل في دول الديمقراطية بأن تتقاتل الاحزاب او تتصارع الاقاليم في الدول الفدرالية وكلما اقتربيت الانتخابات ارتفعت وتريرة التصعيد والعنف السياسي مرة يتجه للشمال واخرى للجنوب ونفس اللعبة تتكرر وكما حدث قبل الانتخابات السابقة قضية كركوك وصولة الفرسان , قادة تناصفوا السلطة وتقاسموا الصلاحيات وتبعاتها واحتفظوا بالملفات لهذا الوقت لترتفع اصواتهم بها وتزج للشارع على منحى قومي او خلافي شخصي , لاشيء في الافق يدل على ان اولئك الساسة يمتلكون الحكمة لحل الاشكاليات عن طريق الحوار والدستور والقانون وابعاد التشنج عن المواطن وجعله هو الذي يدفع الضريبة , بعضهم يدعي انه من صقور السياسة فتحول الى غراب لا يأتي الا بالاخبار السيئة واما حمائم احزابهم فتحولت الى نعام يدفن رأسه بالتراب ليصفق لقائده الذي اوصله الى الكرسي لا يهمه ان احترق الشارع او جاع المجتمع ليستغلوا عواطف ومشاعر البسطاء كي تنجر خلفهم مغمضة العيون متعلقة بهم مهما كلف الامر من معركة انتخابية مبكرة لقطع كل الروابط والثوابت الوطنية , مرة اتهامات بالخيانة والسرقة او النعت بأسوء من القاعدة او ايواء البعث شعارات يراد منها شحن الشارع ويفرح لها المتنازعين يدركون انهم سوف يلتقون بعد الانتخابات في غرف الاتفاقيات المظلمة , العراق لا يمكن ان يحتكر بأشخاص ولم تنزل اسماء الزعامات بكتب من السماء ولم تعقر البطون كي لا تنجب غيرهم ليكونوا رافعين السيوف والبنادق وترفع فوقها المصاحف , ساسة عاطلون عن العمل في تعزيز الثقة بين ابناء الشعب الواحد وبناء وحدته الوطنية وإيجاد الحلول التي ترضي الجميع يحاولون ان يجعلوا من انفسهم ابطال قومين بأزمات وانفعالات لم تكن لأجل الفقراءوالمحرومين او ضد نهب المليارات والصفقات المشبوهة او المتقاعدين او للطلبة و و ......الخ, فلم يدركوا إن من انتخبهم يطمح ان يكون المجتمع متأخياّ لا يتقاتل وهم حماة للتجربة الديمقراطية ويصونون حق الشركاء من كل المكونات ولكن اصبحوا لا يهمهم شيء فمن يقتل او يجوع فهم نفس اولئك الفقراء والمحرومين ويتيتم اطفالهم وترمل النساء , العراق اليوم بحاجة الى يزرع الامل في النفوس وتزرع معه مزارع الفلاحين اليابسة وتزهر وكأننا في ربيع دائم لا يفكر في التمترس خلف جدران الحزب الواحد والأنانية بفرض رأيه فوق الأراء والشعوب عليها ان تدرك كيف تسير الامور في لعبة سياسية قذرة تتقاتل حينما تختلف المصالح وتتقابل وتتراضى لأجل البقاء الأبدي على كرسي .