وكلنا يتذكر قبل ايام كيف ان الوزارة بكل منتسبيها وفراشيها مع احترامنا لهم قد ملئوا الدنيا ضجيجا وصياحا لان الكهرباء تحسنت لبضعة ايام وحاولوا ان يستغفلوا الناس ويوهموهم بان الوزارة قد اوفت بوعدها وان الكهرباء ستتواصل لعشرين ساعة في بغداد كما هو الحال في محافظات اقليم كردستان وان الانقطاع لن يكون الا لدقائق معدودة لكن ما ان تغيرت الاجواء وبدا خيط الشتاء يطرق الابواب رغم انه ليس شتاء قبل عشرة اعوام لكن مع ذلك عادت حليمه لعادتها القديمة ولست مقتنعا ما اذا كانت حليمة توافق على ان يتم مساواتها بوزارة الكهرباء وبدأ مسلسل ساعات القطع المبرمج وباوقات تفوق الفترات التي سبقت فترة التحسن حتى وصل عدد ساعات القطع الى (١٨) ساعة في بغداد.
ورغم ان الحديث عن الاموال التي صرفت على وزارة الكهرباء حديث مؤلم لانها الاعلى والاكبر على مر التاريخ وتزيد على موازنة عدد من دول الجوار الا ان حديث الفساد قد يكون هو الاسوء في صفقات السرقات والاختلاس في جميع الوزارات الاخرى وتتميز الوزارة بأن وزرائها هم الاكثر فسادا من بين الوزراء الاخرين وكما هو الحال مع ايهم السامرائي وكريم وحيد والبقية تاتي.
وما اثارني قبل ايام هو ما اعلنته وزارة الكهرباء عن اسباب زيادة ساعات القطع المبرمج في بغداد لان مثل هذا الطرح لم اسمع به من قبل لاننا تعودنا خلال الفترة الماضية على ان نسمع ان سبب القطع هو الارهاب او وزارة النفط او الطبيعة اما ان تعلن الوزارة ان سبب زيادة القطع هو تاهيل محطات جديدة فهذا الامر مستغرب لان ادخال محطات جديدة الى الخدمة يعني زيادة الكمية المنتجة لا تقليصها الا اذا كانت هذه المحطات تعمل بالكهرباء وسيكون من المصائب العظيمة تاهيل محطات جديدة لان هذا يعني انه كلما تم تاهيل محطة جديدة كلما زادت ساعات القطع المبرمج وعلى هذا المنوال ستنقطع الكهرباء نهائيا بعد فترة من الزمن.
ليس من حق وزارة الكهرباء ان تستغفل المواطنين بكلمات وتصريحات غبية حتى وان كانت بمأمن من المسائلة وتانيب الضمير والعقاب لان المواطن ايقن لعبة التصريحات الكاذبة ولن تنطلي عليه مثل هذه التخرصات وليس لديه الوقت للاستماع الى مثل هذه التبريرات الغبية ويكفيه من الحسرة والالم انه استخلف الله ونفض يديه من الكهرباء الوطنية واعتمد على المولدات الاهلية.