يحرك اللغة الشعرية ويمنحها هوية الواقع من خلال الجمع بين الابداع والالتزام الانساني متمرداً على الصياغات الموروثة التي تضيق بجسد القصيدة ليكسب الشعروجوداً واقعياً يحاكي همومه الدارجة .
مناخات دواوينه مفعمه بالرومانسية والحب فكانت المراْة مملكة خياله وبوابة شعره الواسعة استولت على قصائده ومنحته صولجان امارتها .
كتب المرأة قصيده من خلال تهويماتة الصوفيه في محراب عشقه الوارف خالقاً جدلاً في بعض الاحيان جدلاً يستفز من خلاله زوايا الانسانية الدامسة ليضئ حلكتها وينسج منها جدائل النور .
خاطب العالم من خلال المرأة ليكثف حضورها ويستعيد حسيتها ،يجمعها ويبعثرها وينثرها لتخرج بثوب جديد مضمخه بالعطر والكلمات البسها جميع ادوارها الانسانية واذابها في بوتقه احساساته شعراً وعشقاً واناقه :
تعجبني كلمة (لكن)
تعجبني كلمة (شو)
اسمعهه وكت الصبح
بشفاف سوريه
اوبلسم لجرحي تظل
وتطيب البيًًٌَََََََِِِه
ان القصيدة الديوان او الديوان القصيدة - على ضوء الغرض الشعري - في ابجدية الشاعر لها وظيفة الاعلان عن ميلادالمرأة فالشاعر استطاع بالصبر وثقافة الموروث ان يجد نفسه في القصيدة وان يجد القصيدة في نفسه معبراً عن تجربته التي تتوحد فيها كل الاشياء وتصبح خاضعة لجدلية الابداع الخصبة وهي جدليه وعاها الشاعر جيداً وتحدث عنها بتركيز شديد فالمرأة والحلم والجرح والليل هي شظايا لمرآة واحده :
فرق مابين واحد
ينسه الاحلام
اوفرق مابين واحد
ينسه جرحه
اوفرق مابين واحد
يسهر الليل
اوفرق مابين واحد
ليله صبحه
الدلالات اللفظيه واضحة لايميل الى الوحشي من المفردات في عموم قصائده وان اللغة توظف على نحو واضح متميز تستثير الانفعال وتشحذ الخيال وتكمن فيها العواطف مستخدماً لغة الحوار اليومي بعنفوانها وايحائها البلاغي والكنائي والرمزي ،وكل هذا توظف في اخراج اللمسة الاخيره لبنية النص ومضمونه :
تسألني عن الوفه
منين اشتريلك وفه
يل صرت مثل الجمر
مايعرف العاطفه
الدنيه عندك ربح
والبشر جمع اموال
والفرح عندك فلس
لو ضاع تتأسفه
شعرالشاعر العماري موزعاً بين تضاريس المرأة بكل مدلولاتها والتي تعتبر محطة بارزة في اسفاره وتراتيله مما خلف معجماً غزلياً ورومانسياً مكثفاً بالاشارات والاستعارات والصور التشبيهية .
مرت المرأة عبر تجربتة الشعرية ودواوينه العديده باْدوار كثيره يشخصها الشاعر حسب مقتضيات المضامين وعوامل الانفعال الشعري فالمرأة الأم ،الأخت ،الزوجة ،الارض ،التاريخ مستقطباً حضورها الحقيقي واهباً اياها ملكوتاً فسيحاً وبعداً كونياً توحي به استعاراته المتولده ،فقد حظيت المرأة - كما اسلفنا - بنصيب وافر من شعر العماري وهي في جميع تكويناتها تعكس ثقافة الشاعرومدياته التجريبية وكذلك احساساتة التي استحالت الى عدة خصائص واستعمالات متباينة منشداً الى رؤيته التي تستعرض الواقع وتعيد استعراضة باستمرار مرتبطاً بالموروث التاريخي والشعبي :
رب الكون وزع عالبشر صبره
اومن انجمع صبر الكون
قارناه
ابصبر زينب طلع گـطره
وفـي قــصــيــدة اخــرى يــقــول :
ابقه وياي
حته اثنينه
انطفي الجمر عالنار
او حته اثنينه
بنور الشمس
نرسم گـلب تذكار
وبهذا الوضوح اْطلت علينا المرأة بقوه في ديوان الشاعر( جرح للبيع )اْنثى وحقيقة وتاريخ وطبيعة وحلم لتمتلك رقة المخاطبة ونداء الوجدان من خلال تجربة متقنة بغنائية عالية وبناء صوري ذهني بالرغم من قساوة واقعه وصدماته المتكرره ،فقد سلب القدر منه الكثير لكنه ينهض شامخاً بحلمه الذي لايقوى احداً على سلبه منه .
نجم عبد خليفة