وكان من بين التهم التي اوجدها الاعلام وروج لها خلال تلك الفترة ضد المجلس الاعلى الاسلامي العراقي هي بدعة البطانيات والتي جعل منها الاعلام الموجه قصة خبرية يقوم سيناريو اعدادها على اعتماد المجلس الاعلى في الحصول على اصوات الناخبين من خلال توزيع البطانيات للفقراء والمعدمين مقابل تعهد او قسم من قبل هؤلاء الاهالي بان تكون اصواتهم للمجلس الاعلى ويمكن الاعتراف بان ما قامت به قناة الشرقية من جهد في هذا الاتجاه يستحق المبلغ الذي حصلت عليه نظير جهدها وابداعها.
والحقيقة ان توزيع المواد العينية والنقدية من قبل تيار شهيد المحراب وبالذات من قبل مؤسسة شهيد المحراب للتبليغ الاسلامي لم تكن لها علاقة بالحملة الانتخابية بقدر ما هو نهج دأبت عليه المؤسسة القيام به باعتبارها مؤسسة انسانية تعنى بشريحة النساء والارامل والايتام والمعوزين كما ان اهتمامات المؤسسة لم تقتصر على هذه الجوانب الانسانية فقط انما تعدتها الى مجالات اخرى اوسع واشمل من قبيل تزويج الشباب حتى تجاوز عدد الشباب الذين استفادوا من هذه الممارسة اكثر من (١٢) الف شاب وشابه وهو انجاز تعجز الدولة عن ان تقوم بمثله كما ان المؤسسة تتكفل بعلاج الحالات المرضية المستعصية على نفقتها في الداخل والخارج اضافة الى برامج كثيرة تتعلق بالتاهيل والتطوير ورفع مستوى الوعي الثقافي والمعرفي الا ان الاعلام اختزل كل هذه الاعمال الانسانية المشرفة بتوزيع البطانيات لغاية في نفس الشرقية .
قبل ايام عرضت عدد من الفضائيات والمواقع الالكترونية النائب بهاء الاعرجي عن كتلة الاحرار التابعة للتيار الصدري وهو يقوم بتوزيع البطانيات على عينة من المواطنين ضمن برنامج اعد للنائب لكننا لم نسمع او نرى تلك القنوات المؤجورة تشكك بنوايا الاعرجي كما شككت بنوايا المجلس الاعلى ،هل لان بطانيات الاعرجي اغلى او افضل من بطانيات المجلس الاعلى او انها ناعمة الملمس اومن مناشئ جيدة ودافئة ووثيرة؟
ان ما قام به المجلس الاعلى والاعرجي وغيره من نشاط اذا كان خالصا لوجه الله فهو حسبه اما اذا كان لاغراض اخرى فالله وحده العالم وليس من حق اي احد ان يعاقب او يمنع او يؤول او يشهر بفعل المجلس الاعلى او التيار الصدري بما يعتقده لتفسير دوافع الاعمال الانسانية.
ليس من المنطق ان يتم التعامل مع موضوع واحد بطريقة انتقائية انتهازية، فاذا كانت بطانيات المجلس الاعلى مثلبة وعار يفترض ان تكون بطانيات الاعرجي كذلك اما ان تكون بطانيات الاعرجي مكرمة وحسنة وبطانيات المجلس الاعلى مثلبة فهذا التناقض والنفاق بعينه الذي انكشف للعامة والخاصة والمغرر بهم وان تاخر قليلا لكن كشف الحقيقة متاخرا افضل من عدم كشفها.