كل عام وفي هذه الايام المباركات تنطلق الاف المواكب الحسينية بل وتتسابق لحجز مكان على الطرق المؤدية الى كربلاء الشهادة ، هذه التظاهرة التي تنطلق كل عام ويزداد عددها باطراد تختلف في كل تفاصيلها عن اي تظاهرة او مهرجان او احتفال آخر ، من حيث التمويل والتنظيم والدعوة والادارة والخدمات ، لا يمكن باي حال من الاحوال دعوة مليون شخص لحضور مكان واحد في وقت واحد مع توفير الطعام والشراب ومكان المبيت وتوفير خدمات صحية وغيرها من الخدمات التي تستغرب ان تجدها في مكان بعيد عن المدينة .
اربعينية الامام الحسين لا تقدم فيها الدعوة للحضور ، ولا يوجه فيها (الموظفون) في وزارة الحسين ولا يتم اشعارهم بضرورة التوجه الى كربلاء وليس هناك ( انذار جيم) لاي منتسب في هذه الوزارة ، هؤلاء المنتسبون لا ينتظرون مرتبا شهريا ولا امتيازات وليس هناك مكافئات مالية او عينية ، لا يتخلف احدهم عن الحضور الا اذا وافاه الاجل ، اما من ناحية التمويل فهذه الوزارة ليس لها تخصيصات مالية من حكومة او من دائرة او من جهة اخرى ، تمويل هذه الوزارة تمويل الهي ولهذا فانه لا ينقص ولا يصيبه العجر او التضخم او غيرها من المشكلات الاقتصادية ، فكلما ازداد عدد الحضور ( العام الماضي ١٧ مليون) ازدادت ميزانية الحسين وفاض منها .
بالنسبة للايدي العاملة والخدمات فحدث ولا حرج ، الناس تتسابق لكي تخدم الزوار ، فهذا الذي يضع المرهم على رجلي الزائر ،وهذا الذي يدلك ظهره ، وهذا الذي يحمل شيخا تعبت قدماه من السير وهو متبسم فرح بما اتاه الله من اجر ثواب ، تتدافع الناس في بقية الوزارات لكي تتسرب من العمل بينما يختلف التدافع في وزارة الحسين فانهم يتدافعون للعمل ولتسجيل اسمائهم ضمن خدام ومنتسبي وزارة الحسين عليه السلام.
والطف ما في الموضوع ان كل من صرف من ماله الخاص لهذه المواكب الحسينية تتضاعف امواله في العام القابل ، فيصرف اكثر ويبقى لديه مال اكثر من العام الماضي ، لا اعرف احدا حتى الان اعطى مالا لمواكب الحسين ولم تتضاعف امواله في العام التالي ، ولهذا فان ميزانية الوزارة ربانية وليس هناك اسراف او تبذير في قضية الحسين اذ ليس هناك خسارة ، اصرف اكثر ياتيك اكثر وفوق ذلك لك اجر زائر الحسين وهذا لعمري الفوز العظيم .