من المعقول جدا ان نسمع في هذه الايام عن اخبار عاجلة وعن تسريبات من مصادر مطلعة وعن مشاريع معدة وسيناريوهات مسبقة وكاملة لاتنتظر الا التنفيذ فلا نستغرب من أي خبر ومن أي حدث و أي طريقة ، خاصة وان الحديث بات مباشرا واللعب اصبح على المكشوف وان كان يختبأ وراء اقنعة ووجوه وشعارات(باتت بالية ومفضوحة ) الا انه يشير ويوجه الى صناع القرار وارادات عالمية لا يستطيع ان يقف بوجهها او يمنعها احد وخاصة في منطقتنا العربية٠ ولكن من غير المعقول التسليم والطاعة العمياء والقبول بكل مايطرح او كل مايروج او حتى التقليد او المحاكاة لما يراد بنا(نحن في العراق ) ولا يعقل ان نبقى مكتوفي اليد امام ما نواجه من تحديات قد تقوض كل شيء وتطيح بكل شيء ولن يبق مربع للعودة اليه وسيسقط حتى مصطلح المربع الاول او نقطة الصفر او العودة الى الوراء او الحقبة الماضية ٠ان مايحدث في الانبار مهما قيل عنه او بسط او جمل او شرعن له او طبل له فانه انقلاب وردة وتيار واتجاه بعيد عن الواقع السياسي وعن المزاج العام بل هو مرحلة وخطوة اولى ولا بد من العمل والحديث عن التالي ٠فلن يجدي نفع ان يجتمع قادة الكتل السياسية ولن ينفع ان يتعامل بحسن نية ولن يكون من الكياسة او السياسة ترك الحبل على القارب وانتظار النتيجة فالحديث اليوم بات عن انشاء دولة وعن تدخل تجار الحروب وتجريب او تطبيق تجربة الجيش الحر وعودة البعث علنا وخروج برلمانيين بعيدا عن ميدانهم ومكانهم الطبيعي (قبة البرلمان )وخارج مهامهم وادوارهم التي وصفها وحددها (الدستور) فماذا ننتظر من هكذا واقع وماذا تبقى لهؤلاء من رصيد او حصانة او وجه حتى يتعامل معهم كند او كمفاوض او طرف حل وهو من يعقد ومن اخذ لنفسه مكان راس الحربة في مشروع مشبوه وكواجهة لخطاب سمج ومنهج مسخ ٠ان الحديث علانية عن الغاء قانون المساءلة والعدالة (اجتثاث البعث )هو خروج صريح ورفض علني للعملية السياسية وتبني علني للبعث ولجرائم البعث وحقبة البعث وهو ما عالجته ديباجة الدستور وفصلت واسهبت وكم عيب على المشرع ومن كتب الدستور وبان هذه زيادة ومقدمة واطالة لكن حتى هذه الديباجة وبكل طولها واسهابها لم تحترم ولم توقف ولم تردع من اقسم ومن وصل لهذه المناصب والمكانة باسم الدستور، كما ان المطالبة وبكل وقاحة عن الغاء قانون الارهاب يؤكد ويثبت النقطة السابقة ،اما الحديث عن العفو العام فهو الطامة الكبرى فما انجز طوال السنين الماضية وما اسيل من دماء وتضحيات سيصادر بجرة قلم وما يعجز عنه عدم تطبيق او تحقيق النقطتين السابقتين سكون باقرار وانجاز العفو العام ٠ان ما يحزن الشعب العراقي هو الوصول الى هذه المرحلة وان يتحول حديث المقاهي والشارع والازقة والخوف والهواجس والاتياب الى واقع ولن يتبق الا اسقاط العملية السياسية او بعبارة ادق محاكمة التحرير والحرية بعد سقوط الصنم وهذا مانراه وما يراد وما يطلبه متظاهري الصحراء وموجي الفتنة من النواب والسياسيين ٠٠فكل الزعيق والنعيق والصياح والشتم والسباب واللف والدوران والتزييف والتباكي والتهديد بالطائفية ما هو الا لتحقيق هدف مركزي وهو تحريك ساكن واستمرار حرب معلنة من طرف واحد طرف وان بدى على شكل متظاهرين في صحراء الا انه يقف وراءه عمل مكثف وممنهج وجهود دول (ثقل استخباري عالمي ) واموال ضخمة (ميزانيات البترول ) وماكنة اعلامية (ترويج ووعود قطرية ستظهر قريبا) وجسور ممدودة (دعم لوجستي معلوماتي تقني ) واذرع طويلة (قتلة القاعدة وشذاذ الارض مسلحة بفتاوى التكفير )٠ نحن امام توجه وفي نقطة ومرحلة يراد لها تخلط الحابل بالنابل وتدخل المنطقة في حرب ساحتها واسعة وسقوفها عالية وستدخل الجميع في نفق طويل مظلم لن يرى له بداية ولن تكون له نهاية فيجب عدم التصديق او الترويج او التسليم او التعامل مع أي مشروع نحن لن نصدق ولن نؤمن الا بمشروعنا الذي دفعنا لاجله الدماء وقدمنا لاجله التضحيات ونلنا من اجله كل ظلم وكل السب وكل الشتم تحملنا من اجله ما لايحتمل صبرنا فلن نرضى بان يتحول كل هذا الى كابوس وعلى من يمثلنا من يتصدى من تقدم من تكلم باسمنا ان يعي كل هذا ٠٠٠٠٠٠قبل ان يخطو باي خطوه او يفكر باي نفس او يمضي باي اتجاه ٠