لقد رأى المواطن العراقي - الذي سئم الوعود ومل التطلع ومات من الصبر وصار يشكك بكل النوايا ويعزف عن المشاركة في أي نشاط اجتماعي ويتردد في المشاركة بالانتخابات المقبلة وهذا ما عكسته المشاركة الضعيفة في عملية تحديث سجل الناخبين والتي أطلقتها المفوضية المستقلة للانتخابات حيث فتحت باب الأعتراض والتأكد من صحة المعلومات لكل فرد عراقي حسب بطاقته الانتخابية لغرض اجراء التعديل والتصحيح وتثبيت المتغيرات ورغم الدعوات المتكررة من قبل هذه المفوضية ولجانها المنتشرة في كل محافظة بل في كل منطقة انتخابية ولمدة ثلاثين يوماً تم تمديدها أكثر من اسبوع ظل التجاوب الشعبي محدوداً نتيجة لقناعة الجمهور بعدم جدوى المراجعة المعروفة النتيجة والتي أثبتتها التجربة السابقة حيث حرمت آلاف العوائل المهجرة من حقها في المشاركة الانتخابية سواء في مناطقها الأصلية أو المناطق التي هجرت إليها. نعود للقول بأن المواطن العراقي رأى في الاحداث الاخيرة المهددة للعملية الديمقراطية برمتها حافزا موجبا للمشاركة في الانتخابات المقبلة بعدما تبينت نوايا اعداء العراق ،وعليه فالجماهير مدعوة للمشاركة الانتخابية وبكثافة خاصة وان الاحداث -التي مازال خطرها قائما – قد افرزت الجهات المتمسكة بالمناصب والمكاسب الفئوية والطائفية ولو ادى الامر الى خراب العراق وابادة شعبه بينما وقف المجلس الاعلى ( تيار شهيد المحراب ) موقف الحارس المتفاني للحفاظ على العراق الجديد دون النظر الى مركز وظيفي اومنصب وزاري وهذا ما يوجب على كل مخلص شريف ان يتولى المخلصين من مرشحي تيار شهيد المحراب لضمان الحفاظ على التجربة الديمقراطية وتحقيق مطالب الجماهير في حياة حرة كريمة .
ان انفتاح الكتل الكبيرة واستيعابها لمختلف التيارات سيدفع الجماهير لخوض التجربة الانتخابية الجديدة وذلك بالوقوف مع القوائم المنفتحة لمنحها فرصة أخيرة لممارسة تجربتها والتي هي حصيلة تجربتين ماضيتين بعد الاستفادة من أخطاء تلك المرحلة والحرص على العمل بخطوات محسوبة مدروسة وبرامج ناضجة وأفكار بناءه.
صحيح أن الدورة الانتخابية الأولى لم تؤت ثمارها وان الجماهير لم تجن ما كانت تصبوا إليه، وصحيح ان الفترة السابقة مرت مثقلة بالأخطاء والعثرات لأسباب ذكرناها وأسباب يعرفها الجميع، لكن هذا لا يعني نهاية العالم ولا يدفعنا للتشكيك واليأس والقنوط والتخلي عن مشروعنا الديمقراطي.
فالمشروع الديمقراطي العراقي تجاوز مرحلة التأسيس وعبر مرحلة الانشاء وباشر مرحلة الثبات والرسوخ كونه ليس من صنع أشخاص بعينهم، ولا هو ولادة فئة معينة. نعم أنه بذرة خير غرسها العراقيون كل العراقيين في شغاف قلوبهم وسقوها بطوفان من دماء أحرارهم وقوافل شهدائهم فبسقت واخضرت واينعت، وحتى تؤتي ثمارها لابد من مواصلة مسار رعايتها، وبعض من هذا المسار مشاركتنا في الانتخابات المقبلة لا لأجل ان يأتي فلان ويذهب فعلان بل لاجل ان يثمر المشروع الديمقراطي فالكل ذاهبون والعراق باق بمشروعه الديمقراطي الجديد.