تنوية ورد على تعليقات حول وثيقة ميثاق المصيفي

قيل هو مؤتمر والاصح ميثاق (١)والوثيقة تقول تحالف .

كان هذا التحالف في زمن الدولة العثمانية لمحاربة الانكليزي بين شيوخ العشائر في ليلة ذكرى جرح امير المؤمنين الامام علي (عليه السلام) حسب توقيع وتاريخ الوثيقة .

وقبل ان نضع راينا الشخصي في معنى الوثيقة وابعادها دار في خلدنا أن ننشر نسخة من الوثيقة الاصلية التي ذكرها بعض المؤرخون الذين كتبوا عنها دون الحصول عليها او مشاهدتها .

ومن منطلق الامانه التاريخية لابد من طرح الحقائق كما هي بدون تزوير او اضافات كونها تخص التراث العراقي ,لتكون متاحه للجميع .

نص الوثيقة :ـ

نحن المحرره اسمائنا ادناه عشائر ال حميد وبني ركاب وخفاجه وبني زيد والبوسعد والعبودة قد حضرنا في نفس الشطرة واجتمعنا مجمعا يرضي الله ورسوله (ص) دفعا للدين والدولة العثمانية أننا ندافع ونحارب الطاغي الانكليزي المهاجم على اوطاننا ونحافظ على هذه البقعة المقدسة لكي نطهرها من اقدام الكافرين وقد تعاقدنا وتحالفنا على هذا الراي اننا راي واحد ....ومن هذه النية والعقيدة الحسنة والذي يتخلف من عندنا ,فالله ورسوله يذله في الدنيا ويعاقبه في الاخرة ونحنو جميعا حسب الجهد نجري التنكيل بحق الخائن وقد اوجب الله سبحانه عزه وجل الجهاد والدفاع على كل مسلم مكلف ذم تخاذل وتقاعد غ هذالوجه المشروع والبسه الله تعالى ثوب الذل وسم الخسف وقد حررنا هذه الورقة وشرحناها باسمائنا وختمناها بختومنا ونحنو مسؤلون امام الله بذلك والسلام الى كافة اخواننا المسلمين والدعاء .

التاريخ ١٨ رمضان ١٣٣٣هـ ١٩١٥ ميلادي .

الموقعون

١.سفيح الخلاوي ٢.سلامه الحسن ٣.محمد الجبح ٤.عبد الكريم الخفيف ٥.ساجت الشكبان ٦.ساجت الحسن ٧.يوسف الخير الله ٨.فشاخ الفارس ٩.ابراهيم اليوسف...١٠.عكيلي اليوسف....١١.مجلي المطرود ١٢.حاج شلال ١٣.حاج حمادي الشاتي ١٤.خنجر الكسار ١٥.محي ١٦.ملاجي الشفيج ١٧.شطب المنهل ١٨.عباس الطعمة ١٩.فرهود الشجان ٢٠.علي الفضل ٢١.رئيس عتاب يوسف البرهان ٢٢.منشد المحيسن ٢٣.فرج الزجي ٢٤.عيدالله الجون ٢٥.محمدالملاحسين ٢٦.عداي الجديه ٢٧.عويش الجباره ٢٨.خيون العبيد .(انتهى نص الوثيقة ) (٢).

نظره شخصبة للوثيقة :ـ

كما ذكرنا في المقدمة تاريخ الوثيقة شهر رمضان وليلة ذكرى جرح امير المؤمنين (عليه السلام) .ويظهر الدافع الديني لهؤلاء الشيوخ (رضي الله عنهم ) في هذا الاجتماع الجهادي الايماني الوطني .واجتماعهم في منطقة قضاء الشطرة دون تحديد مكان الاجتماع .وهذه نظره امنية واحتياط لكي لايؤذى صاحب المكان .

ويستخرج منها انه تحالف عشائري .وتترك لنا الوثيقة مسألة غامضة وهي احتياط امني اخر! ,فمن هو الذي رتب وأعد هذا الاجتماع ؟ هذا يحتاج الى دليل وثائقي اخر لكن الان نقول جميع الموقعين .

والمقطع الاخير دعوة صريحه للوحدة الاسلامية وتقديم الاسلام على المذهب حيث ان هذه العبارة (والسلام الى كافة اخواننا المسلمين والدعاء ) له دلائل كثيرة منها ماذكرنا ه سلفا .

وصدق الحديث (ماكان لله نما واتصل وما كان لغير الله انقطع وانفصل )كل الذين وقعوا تتحدث عنهم الاجيال جيل بعد جيل ناهيك عن المؤرخين في مصادر الكتب التاريخية عن العراق .

وعلى سبيل المثال ناخذ شاهد من الموقعين في الوثيقة ا.والذي كتب اسمه فقط (رقم ١٥.محي) هو محي بن نخش بن عثمان شيخ عشيرة ال سعيد في ناحية الغراف (٢).

وهؤلاء الشيوخ كان اغلب ابنائهم شهداء في ثورة العشرين مثل الشيخ علي الفضل (٤).ويحق القول الولد على سر ابيه .

النوايا والايمان الصادق بالله تعالى لهؤلاء الشيوخ المجاهدين جعلنا من الذاكرين لهم اليوم لعل الاجيال ان تاخذ عبره من دروسهم الخالده . ..فرحمة الله عليهم جميعا .

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

المصادر والهوامش

(١). كتاب (الثورة العراقية الكبرى ) للسيد عبد الرزاق الحسني الطبعة المنقحة الطبعة الاولى ص٣٠١ ثورة الشطرة اشار السيد بقوله (ميثاق المصيفي ).

(٢) تم الحصول على الوثيقة الاصلية من العم شعلان ناصر مزبان ال علي .ولايسعني الا ان اقدم شكري وتقديري لجنابه حيث ارسل لي الوثيقة في منزلي لتصويرها بيدي على جهازي الخاص (سكنر ) .واعادتها اليه في حينها .

(٣) اخبرنا الشيخ عبد الامير كاظم كيطان (شيخ ال سعيد )بأن احد اولاده شهيد في ثورة العشرين .

(٤) الشيخ علي الفضل ابنه الشيخ سلمان ال علي اراد ضرب الطائرة الانكليزية بسلاحه القديم (التفكه) فقصفته الطائرة وذهب شهيد وحاليا مدفون في ضريح امير المؤمنين (عليه السلام) مع ابيه الشيخ علي الفضل .وقد سمعت بذلك من جدي الشيخ منشد (رحمه الله تعالى ) والحادثه محفوظه لدى جميع ابناء القبيلة في محافظة ذي قار .

روابط لفتح الوثيقة







 

(انتهى ) .

تعليقات الوارده في جريدة الرفاعي نت من قبل الدكتورعكاب يوسف الركابي بتاريخ ٢٨/٠٧/٢٠١٢  ,ونص تعليقه هو : هذه ليست وثيقة المصيفي والدليل ان تاريخها في العام ١٩١٥ ومؤتمر المصيفي عقد في ١٧ آب العام ١٩٢٠ ثم ان احد الحضور الذي ورد اسمه في هذه الوثيقة هو الشيخ يوسف الخير الله الذي قتل في العام ١٩١٨ والاحرى ان هذه الوثيقة هي لحث العشائر لجهاد السيد الحبوبي الذي جرى في العام ١٩١٥ واخيرا فالوثيقة تشير الى مكان الاجتماع في الشطرة ومؤتمر المصيفي عقد في اراضي بني ركاب في المصيفي وبرعاية كريمة من قبل الشيخ ابراهيم اليوسف كما هو معروف . لذا اقتضى التنويه اخوك د. عكاب يوسف الركابي .(أنتهى تعليقه ).

وعلق  السيد عدنان عبد غركان مؤلف كتاب تاريخ الرفاعي  بموضوع تم نشره في جريدة الرفاعي نت بعنوان (توثيق الحقائق وفق الوثائق) .

وهذا نص تعليقه :ـ

 نشرموقعكم وثيقة موقعة من قبل عدد من زعماء القبائل في منطقة حوض الغراف  وتحديدا قضائي الرفاعي والشطره حملت عنوان من وثائق ثورة العشرين ((وثيقة ميثاق المصيفي))وهذا خلاف ذلك كما تؤكد الحقائق

١-  الوثيقه مؤرخه بتاريخ ١٨/ رمضان/ ١٣٣٣ ه والمصادف في الميلادي عام ١٩١٥

 في حين ذكر الكاتب مجاهد منعثر منشد انها من وثائق ثورة العشرين  والصحيح هي من وثائق الجهاد  ومعارك الشعيبه

    ٢-الوثيقه موقع عليها احد المتوفين قبل ثورة العشرين  الشيخ يوسف الخيرالله المتوفي ١٩١٨ بدليل ان ميثاق المصيفي كان موقع عليه من بين الشيوخ موحان الخير الله بدلا عن والده المتوفي قبل تحرير الوثيقة والتي تصادف اي( ثورة العشرين ) بألتاريخ الهجري ١٣ شوال ١٣٣٨ وبالتاريخ الميلادي ٣٠ حزيران ١٩٢٠ وكما ذكره الدكتور عبد الله الفياض في كتابه الموسوم الثورة العراقيه الكبرى ١٩٢٠ حيث ذكر ان مؤتمر المصيفي في لواء الناصرية عقد في منتصف شهر ذي الحجة عام ١٣٣٨ هجري وعقده الثوار بعد ان احتلوا قلعة سكر . والدكتور الفياض ولد في هذه المنطقة وعاش احداثها ووالده (السيد دخيل الفياض ) كان احد الموقعين على وثيقة المصيفي وكما هو معروف ان قرية المصيفي تقع الى الغرب من نهر الغراف جنوب مدينة الرفاعي والذي تبعد عنه ٧ كم في حين الوثيقة المشار اليها كان موقع عليها في مدينة الشطرة كما تنص الوثيقة وليس في المصيفي

٣ – الوثيقة من وثائق مقاومة الانكليز بعد الحرب العالمية الاولى عام ١٩١٤ وهذا ما اكدته مشاركة بعض المشايخ في معركة الشعيبة بقيادة المجاهد السيد محمد سعيد الحبوبي المتوفى في حزيران ١٩١٥ ميلادي .

 هذا ما كان بودي التنويه اليه من اجل توثيق الحقائق وفق الوثائق ....... ومن الله التوفيق.(انتهى التعليق  ) .

تعليقنا على  الدكتورعكاب يوسف الركابي و السيد عدنان عبد غركان في جريدة الرفاعي نت .

اولا : يؤسفني أنني رأيت التعليقات مؤخرا عن طريق المتابعة ولم ابلغ بهما من قبل الجريدة المذكورة الموقرة عن طريق الايميل .

وثانيا : لم أذكر أنها من وثائق ثورة العشرين بتاتا والعنوان امامكم في النص اعلاه وذكرنا التاريخ في عام ١٩١٥ م , وجميع المواقع الاعلامية التي نشرت الموضوع لم تذكر بانها من وثائق ثورة العشرين .,وفي مضمون كلامنا  لاتوجد أشاره لثورة العشرين ,وفي الهوامش ذكرنا محل شواهد ,فارجوا التأني بقراءة المضمون وعدم اتهام الاخرين بدون دليل .

ثالثا : في  تعليقات جنابكم وخصوصا موضوع (توثيق الحقائق وفق الوثائق) تم حذف وقطع هوامش الوثيقة في النشر الاخير  ,وهذا خلاف الامانة التاريخية وتضيع لجهود الناس ,وكما تلاحظون في الهوامش ذكرنا من اين حصلنا على تلك الوثائق ,فالاجدر بمن يختص في كتابة التاريخ ان يكون أمين .

رابعا : نسب الدكتورعكاب يوسف الركابي بأن الوثيقة ليست وثيقة المصيفي حيث قال  ومؤتمر المصيفي عقد في ١٧ آب العام ١٩٢٠.وهذا يحتاج الى دليل من جناب الدكتور ,فلايمكن نفي ماذكرته المصادر التاريخية لمجرد راي شخصي  لايستند الى  أدله  .

وايضا يكمن الدليل باظهار ونشر وثيقة عام ١٩٢٠ أن وجدت .

وأتفق مع الاخوين بأن الوثيقة التي نشرناها هي تحالف

كان  في عام ١٩١٥ م .ولكن قيل عنه كان في المصيفي ,وتناقلت كبار السن هذه المسالة (أي موقع الاجتماع  ).

لمحة تاريخية عن الوثيقة التي نشرناها :

ذكرها المؤرخون وقالوا ميثاق ومؤتمر ويختص بمعركة الشعيبة تحديدا ,فذاك حسين الشعر باف يروي لنا بعض الاحداث  (١)وهو  معاصرا وملازما للثورة .

 قال : ففي٢٩ كانون الأول ١٩١٤ غادر الى الناصرية الشيخ علي آل فضل مع عشيرة خفاجة التي كانت اول من استجاب لدعوة الحبوبي,وبعدها  عقد مؤتمراً في الشطرة في ٢٩ تموز ١٩١٥ حضره مائة رئيس من العبودة والشويلات وبني ركاب وآل حُمَيدْ وآلبوسعد وبني زيد وقرﻩغول وخفاجة ، ودعاهم إلى ان يقسموا على التحالف  لحرب البريطانيين.

وفي ٢ أيلول ١٩١٥ حاول بعض رؤساء العشائر تجديد الميثاق المذكور، وهذه المرة بين عشائر المنتفق ، التي شنت احداها ، وهي عشيرة آل ازيرج ، هجوماً على مخفر بريطاني قرب الناصرية ليلة ٦ أيلول ، وقتلوا من فيه (٢) (انتهى ).

وفي هذا التاريخ خلال احصائياتنا واطلاعنا كان الحاكم على الناصرية هو الرائد روبرت ادوارد ارشيبالد هاملتــون (Hamilton).

وكان هذا في الوقت الذي دعت فيه الحكومة جميع مستخدميها من المنتفق للألتحاق بمعسكر قواتها العام في الكوت (٣).

وتهيئوا للزحف على الناصرية عشائر الشويلات وبني ركاب ، لمشاغلة البريطانيين.

 وكان سقوط الكوت بأيدي القوات البريطانية بتأريخ ٢٨ أيلول ١٩١٥ .

و قامت عشائر آل ازيرج اواسط سنة ١٩١٥، بأستئناف هجماتها على القوات البريطانية، كما هاجمت العبيدات (فرقة من آل ازيرج) ليلة ٢٦ أيلول ١٩١٥على نقطة بريطانية، فقتلوا خمسة جنود واغتنموا بندقيتين وخيمة ، ولم يخسر رجال العشيرة سوى شخص واحد وجرح آخر، وفي الليلة نفسها قدم مجاهدو عشائر خفاجة وضربوا فساطيطهم في البطنجة قرب الناصرية .

في هذه الأثناء وصل كتاب من وكيل قومندان الغراف(بكباشي خيري) إلى الشيخ عبدالحسين آل مطر يبلغه ببعض الأعمال الحربية ويبشره بأتخاذ الأحتياطات الحربية اللازمة ، وتضمن هذا الكتاب "في القريب العاجل تتكامل القوات التي شرعت تتوارد من كل الجهات وغداً يشرف حضرة الداماد مع جملة العلماء إلى علي آل فضل" لأجل تقوية عزيمة الجميع من الأهالي وحثهم في مواصلة الجهاد ضد لبريطانيين.

ونستنتج من هذه النصوص التاريخية حوادث توضح لنا

وجود مؤتمرين في نفس السنة .

ولا يمكن ان يكون المؤتمر الاول الذي هوبتاريخ  ٢٩ تموز ١٩١٥ ,فقد ذكر الشعر باف بوجود مائة رئيس في هذا المؤتمر .

والوثيقة التي بين ايدينا تشير الى توقيع ٢٨ رئيس ,فربما في ٢ أيلول ١٩١٥ المؤتمر الثاني هو المقصود لهذه الوثيقة  التي نشرناها .ولكن اذا سلمنا لهذا الراي ,فأننا سنواجه مسألة عدم وجود بعض شيوخ المنتفق (كالازيرج ) ومقتصر على شيوخ الشطرة والغراف .

وأكتفي بهذا القدر من الايضاح لعلي قد أوصلت الفكرة لجنابكم ,ولمن أحب الاطلاع .