قدم الفريق العراقي في دورة الخليج ٢١ اداءً يستحق عليه الثناء والشكر.. لاعبين ومدرب واداريين، لعباً وسلوكاً. فلقد برهن المدرب العراقي انه لا يقل حنكة وخبرة عن خيرة المدربين العالميين.. كما برهن اللاعبون، عن قدرات تبشر بكل خير. فاحتفظ الفريق بهدوئه بعد تلقيه الهدف الاول.. وقام مدربه بتبديلات سمحت له بممارسة ضغط هجومي عالي المستوى سيطر فيه على الملعب خلال الشوط الثاني.. وحقق هدف التعادل، وهدد مرمى الخصم مرات عديدة، وكاد ان يسجل هدف الفوز. ولولا بعض الاستعجال في الكرات الطويلة لخرج منتصراً ليصبح بطل الدوري للمرة الرابعة من تاريخها.. رغم ذلك فازت الامارات فوزاً استحقته وتستحق التهنئة عليه.
كذلك تصرف جمهورنا الذي حضر المباراة -او غاب عنها- تصرفاً رياضياً ومسؤولاً عالياً. فلم يتخل عن فريقه في اصعب ظروفه وحتى اللحظة الاخيرة. سمعنا العديد من المسؤولين يهنئون الفريق ويقدمون لهم الهدايا رغم الخسارة، وهو الدعم الذي سيحتاجه الفريق.. بالمقابل، لم نسمع الطلقات النارية بعد انتهاء المباراة وهذا امر جيد ايضاً. فهذه العادة تشير لامرين سلبين.. الاول انتشار السلاح بين الناس.. والثاني ان بعض القطعات العسكرية لا تحترم الاوامر وتقوم بالرمي العشوائي مما يشير لعسكرة المجتمع ومخاطرها.
خسر الفريق المركز الاول لكنه جاء ثانياً.. وتألق لاعبوه المخضرمون وفازوا بمراكز اولى من هيئات التقويم.. وتعرفنا على لاعبين واعدين سيكون لهم شأناً كبيراً مستقبلاً.. وكسب الفريق العراقي هيبة فرضت نفسها على باقي الفرق وخبراء اللعبة والمعلقين.. ولعل هذا العامل هو ما تسعى له الفرق الكبيرة. ففي المباريات القادمة لن يقف الخصم امام ١١ لاعباً، ولن تبدأ المباراة صفر/صفر.. بل ستبدأ مع شيء اضافي وهو ثقة الفريق المعنوية، وخشية الاخرين منه.. وهذا من مقدمات الفوز. سننتظر الصعود لبطولة العالم وخليج ٢٢ في البصرة.. فهذا النوع من الانجازات هو الذي يحتاجه العراق.. اي الفوز حتى عند الخسارة، وليس كما في شؤون اخرى، حيث الخسارة حتى عند الفوز.
شكراً للاعبين والمدرب والاداريين، فلقد ملؤا قلوبنا املاً وحماساً.. وشكراً لهم على توحيدنا.. فيمكن للاعبين بمختلف اطيافهم ان يلعبوا، تحت علم واحد، وكفريق واحد، ويحققوا النجاح لانفسهم وللعراق، ويمكن للعراق كله ان يصفق لاي منهم دون ان يسأل عن هويته.