كنا نسمع.. لزرعلك بستان ورود ..وشجره صغيره تفييكي ..للفنان الراحل فؤاد غازي ..وبغض النظر عن كل شيء فالكلمات جميلة وعذبة واداء الفنان كان راقي وخرافي بحيث ان الجميع كان يرددها وكان يستذوقها .هي وعود العشاق واخلاق الفرسان وشجاعة الشباب وخيالهم الواسع واحلامهم الوردية ....ذكرتني هذه الكلمات بالوعود والمبالغة والسقوف المرتفعة والانجازات المبالغ بها من قبل الحكومة الحالية والسابقة لافرق بين كلمات السياسيين وخطاباتهم الموجهة للمواطن فكانهم يخاطبونهم مع كل انتخابات بلغة (سوف .وسنقوم .وسنرصد .سنوجه .نتمنى .سنطالب ..سنبني ..سنعطي ....) ومع اننا نحتفظ بذكريات صبا وطفولة ولى زمانها الى ان الكلمات جميلة تعبر عن التفاؤل وهذا ما بتنا نسأم منه بسبب تراكم الاماني ووعود السياسيين وانجازات الورق وترليونات ومليارات ذهبت في الهواء والسراب . ان الصدق الذي يظهر من الكلمات والعواطف والمشاعر الجياشه يجعل منك في عالم اخر كما هو الحال في كلام الوزراء والبرلمانيين والحكومة والسياسيين بصورة عامة فهم يجعلونك في عالم اخرعالم وردي مثالي قل فيه اجمل الكلمات والطف العبارات واعذب المعاني قل فيه (لزرعلك بستان) لكن الواقع شيء اخر الواقع شيء مخيف الفساد ضرب اطنابه وسوء الاداء الحكومي اعلن عن نفسه مع اول قطرات جادت بها السماء بعد ان صبرت وصامت لسنين وهي ترمق اصحاب الانجازات وهي تراعي بيوت الصفيح والحواسم لكن عندما صدق الوزير كذبة المجاري وعندما صدق المحافظ بانه يعمل بجد وبانه انجز نسبة عالية من ميزانية المحافظة وعندما صدق مجلس المحافظة ومجلس الوزراء والبرلمان بانه نفذ كل المشاريع وبان الكهرباء ستاتي واننا سنصل الى مرحلة الاكتفاء الذاتي في عام(٢٠٠٥او ٢٠٠٧او ٢٠١٠او٢٠١١....٢٠١٣.....٢٠٢٥)على طريقة ( مغامرات عدنان ) او(بربا الشاطر اعظم ساحر ) جربت السماء كل ذلك بليلة واحدة بثمان ساعات ظهر كل شيء وسقطت الاقنعة واثبت الجميع بان كلمات وخطابات وحديث الانجازات كان حلم وردي .نفس الكلام ينطبق على اصحاب التظاهرات فهم وعدوا الحكومة واقسموا لها بان (لغزلك من نور الشمس.. سوارا وحطه بايديك)عندما لعبوا دور حامي الحمية والاسناد والصحوة صحى رئيس الوزراء على نكث الوعود صحت الحكومة على لاشيء من تلك الاحلام الوردية انها كوابيس وها هو يعيد عليهم بضاعتهم فمثلما عزفوا وغنوا (لزرعلك بستان ..)هاهو حسين الشهرساني يغني (بس تعالوا ولو اجيتوا ...).لكن كل الامور تتجه نحو ان الوعود التي كانت تطرح للمواطن وعبرنا عنها بانها احلام وردية وتنويمة الجياع والتي استحالت الى كوابيس وواقع سيء وفوضى عارمة وتخوين وتسقيط باتت بحق اغنية (فؤاد غازي ) وبصدق للبعثيين واعوان البعث ومع كل التنازلات على ارض الواقع الا ان البعثيين لايقبلون حتى يعود الهاشمي وحتى يعود الضاري وكل السفاحين ويعود الدوري والفرق الحزبية وووووفماذا تبقى .ان الغزل والتهافت على ارضاء المجرمين والكل يتعزز ويتدلل .فمع كل ما تقدمه الحكومة من تنازلات مع كل ما طرحه الشهرستاني من مجاملات مع كل ما انتهى اليه الخطاب الاجوف والتمترس وراء الشعارات وحقوق الانسان والتفرد في الراي والتطرف بالمطالب الا ان وزراء العراقية يقاطعون اجتماع مجلس الوزراء والتظاهرات تلك (الكذبة الكبيرة) لم تنفض مع كل غزل الشهرستاني يقابله مزيد من الدلال والتمنع من قبل البعثية وكانهم يقولون ان كلامكم وطرحكم ليس بشاعري ولم يخرج من القلب فما يخرج من القلب يذهب الى القلب وبما ان الشهرستاني الحائز على جائزة التغلب على الخوف فانه سيثبت لهولاء ان كل ماطرح فانه من القلب والدليل من الممكن ان يردد (علي الشلاه )القسم الحزبي كما في الايام الخوالي او قد يصل الامر باحد امراء القاعدة وهم من يتواجدون بين صفوف المتظاهرين كقادة للصحوات بان يقطع راس احد افراد القوات الامنية التي تحمي التظاهرات ليثبت لهم بان ما يخرج من القلب يصل الى القلب .عذرا لاني بدات باجمل الالفاظ وانتهيت بلغة الذبح لكن هذه لغة البعث والقاعدة فاذا كان المتظاهرين والحكومة يعملون بلغة (فؤاد غازي لزرعلك بستان ورود ...).فطوال الوقت كانوا يرددون (.الا ازرعلك عبوة ) فهذا ماجناه العراق من الوعود وازدواجية الحكومة والسياسيين وزراء وبرلمانيين نفذوا وعودكم للمواطن العراقي انجزوا مشاريعكم واكملوا ميزانياتكم اقروا قوانينكم راقبوا اقضوا على الفساد فلن تحتاجوا ان تتوسلوا للبعث او ان تتغزلوا بهم وتتوددون لهم ...