ان واحدا من ابرز عوامل ومقومات هذا النهج السياسي الواضح، هو حكمة القيادة التي تصدت لزمام الامور منذ تأسيس المجلس الاعلى الاسلامي العراقي قبل اكثر من ربع قرن من الزمن متمثلة بشهييد المحراب اية الله العظمى السيد محمد باقر الحكيم، ومن بعده عزيز العراق السيد عبد العزيز الحكيم (قدس سرهما الشريف)، ومن بعدهما سماحة السيد عمار الحكيم.
لم تطغي المصالح والحسابات الخاصة في يوم من الايام على المباديء والثوابت الدينية والوطنية في داخل تيار شهيد المحراب، وهذا يعد احد نقاط قوته وتماسكه وحضوره الجماهيري الفاعل في مختلف الاحوال والظروف، وما اندكاكه بهموم ومعاناة ابناء الشعب العراقي ورفعه راية الدفاع عن حقوقهم في كل المحافل والاوساط ، سواء في ظل العهد الصدامي البائد، او بعد سقوطه وانهياره في عام ٢٠٠٣ الا دليل دامغ على ذلك. وهذا ما اكسب تيار شهيد المحراب بقياداته وكوادره وقواعده الجماهيرية احترام وتقدير مختلف مكونات الشعب العراقي بعناوينها السياسية والقومية والمذهبية والدينية المختلفة، وجعل منه رقما مهما وعنوانا بارزا في كل الاوقات، في ذات الوقت الذي جعله محصنا حيال كل المخططات التي اريد منها اضعافه وتهميشه وابعاده عن دائرة التأثير والحضور الايجابي الفعال.
وتيار شهيد المحراب-هذا العنوان السياسي البارز في الخارطة السياسية العراقية-بمختلف مكوناته يؤمن اليوم مثلما كان يؤمن في السابق، بأهمية وضرورة ووجوب العمل الجماعي الجاد والمخلص بما يخدم كل ابناء الشعب العراقي، بعيدا عن نزعات الاستئثار والتهميش والاقصاء لاي مكون او فئة، وبعيدا عن انتهاك الدستور والقفز عليه، وبعيدا عن تهميش دور السلطات التشريعية والقضائية من اجل ارضاء هذا الطرف السياسي او ذلك، وتجنب تسييس القضايا واقحامها في قوالب وحسابات حزبية وفئوية ضيقة.
وهذه الرؤية الواضحة وهذا الموقف السليم لم ينطلقا من فراغ، وانما جاءا على ضوء تقدير موضوعي للمصالح العامة للبلد، بصرف النظر عن العناوين والاسماء والمسميات.