والبوتقة الوعاء الذي يذيب فيه الصائغ معدنه ، وتحمل معنى مجازي هو أحتواء وأندماج الافكار في مكان واحد .وهي كلمة نسمعها بكل مناسبة بغض النظر أن نفهمها أو لم نفهمها . ومن أجل اعلاء مصلحة الوطن والتجرد من أي مصالح حزبية أو شخصية أو سياسية أو جماعية وأن ينجو البلد من تلك المرحلة لابد من تكاتف الجميع ، فالعراق بحاجة الى كل الرجال الشجعان حتى تمر هذه المرحلة الحرجة وأن يعتصم الجميع بحبل الله جميعاً حتى يكشف الله الغمة متمسكين بقول الله تعالى (( وأعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا )). وعلى الكل أن يعترف بالخطأ لاننا بن أدم وخير الخطائين التوابين ، وأن نأخذ الحوار الذي دعا اليه السيد عمار الحكيم منذ الوهلة الاولى لتشكيل الحكومة الحالية للخروج من أي أزمة تواجه البلد ، واليوم العراق بحاجة لكل الحكماء الاوفياء حتى تمر هذه المرحلة المحرجة فلا يستطيع فصيل واحد أن ينجو في العراق من تلك المرحلة المحرجة ولابد من تكاتف الجميع لان العراق بلد الجميع .وأننا جميعاً من سكان وطن واحد بمختلف قومياته وطوائفه وكياناته السياسية علينا مواجهة التحديات التي تواجهنا . فالتعايش السلمي واحترام الدستور والقوانين وعدم التجاوز عليها واحترام وحدة العراق ارضاً وشعباً وأعطاء كل حقِ حقه وعدم التجاوز على حقوق الاخرين هي تلك المبأدىء التي يجب أن تصب في تلك البوتقة لخدمة الوطن والمواطن .ولكن نجد أن البعض يحمل أفكار باطلة يريد أن يذوبها في تلك البوتقة ، فأستحالة أن يعيش الحق مع الباطل ويتعايش معه ، فهم مع الازل في صراع أبدي وهناك جولات وصولات لا تنتهي بينهم ، صراعهم لاثبات أحقية أحدهم في الاتباع ، فالباطل يطارد الحق ليصرعه ، ومتى ما حدث بيتهم تعايش وأرتضى الحق لنفسه في العيش مع الباطل في سلام فسوف تكون عيشة ذل وعار . لا نرضى لاهل الحق بالذل والعار ومداهنة الباطل ومسايرته ، وسبحان القائل (( ولا تلبسوا الحق بالباطل وتكتموا الحق وأنتم تعلمون )) .أن واقعنا اليوم الذي نعيشه ومقتضيات المستقبل الذي ننشده لن تتبين ملامحه وتنضج صورته الا بمزيد من التلاحم والصدق وزرع الثقة بيننا أكثر فأكثر أيماناً منا بالرأي والرأي الاخر أستماعاً ونقاشاً . ولكن نجد أن البعض يصر على أدخال العزف النشاز الهادف الى فك الجراح وأذكاء الفتنة الملعونة لزعزعة الامن والاستقرار وتخشين النغم الناعم في سيمفونية الحب والوفاء والتلاحم والعمل والبناء لرسم صورة أكثر أشراقة لغدٍ عراقي جميل .فالتناصح أمر هام في حياة المسلمين ، لان الدين النصيحة ، فيجب أن لا ننجر خلف المتاهات الضلال وخلف أولئك الذين أضلهم الله سبحانه وتعالى فجعلوا أصابعهم في أذانهم كي لا يسمعوا النصيحة .ولكن من حق كل واحد أن ينتقد بأسلوب حضاري مقدمين الحلول ومقترحين البدائل والمخارج ، وبهكذا أساليب يمكننا الانصهار في بوتقة واحدة تكون مخرجاتها لابناء الشعب العراقي بمزيد من الخير والعزة والامن والامان والعدل والاخاء والمساواة في وطننا العراق الكبير .