مع انها توحدت تحت ظل وخيمة هذه الغاية الاّ ان لكل مرجع نظرة خاصة وتطلعات وتوجهات واسلوب عمل لتحقيق ذلك الهدف وتلك الغاية تمليها ظروف المرحلة التي يتصدى حينها المرجع لزعامة الحوزة .وعلى هذا الاساس ووفق هذا التصور امتازت مرجعية سماحة المغفور له السيد محسن الحكيم ( ر ض) بعلامات جعلته يستحق بامتياز لقب : زعيم الطائفة .
*عاصر السيد خلال تزعمه الحوزة ست حكومات : الحكومة الملكية ، حكومة عبدالكريم قاسم ،حكومة الحرس القومي ، حكومة عبد السلام عارف ،حكومة عبد الرحمن عارف ،حكومة احمد حسن البكر.
استطاع توحيد الصف الشيعي وحماية الشيعة وحرية ممارستهم الشعائر الحسينية مع ان لكل حكومة من تلك الحكومات مزاجها وتقلباتها ومواقفها المعادية الشرسة والمهادنة احيانا .
*
امتازت مرجعية السيد بكونها مرجعية ميدانية.. تجلى ذلك بحركته الدؤوبة وزياراته للمحافظات والاقضية والنواحي حتى انه زار مدينة الثورة سنة ٦٥وافتتح جامع الامام علي وقد هب سكان باقي مناطق بغداد لأستقباله بحفاوة منقطعة النظير.
*احتضنت مرجعية السيد الطوائف المستضعفة فكان ينزل في بيوت الصابئة حين يزور محافظات الجنوب ويتناول الغداء ويصلي ليكسر حاجز التفرقة وكان يخصص رواتب لبعض العوائل المسيحية من الحقوق العامة .
*
كانت مرجعية السيد دينية سياسية :وقف بالضد من الحرب على الاخوة الكورد واصدر فتواه الشهيرة ،وعارض الكثير من القوانين التي تقاطعت مع الشريعة .
* امتدت مواقف السيد الى المحيط العربي والاسلامي حين اعترض على حكم الاعدام الذي اصدره جمال عبد الناصر ضد سيد قطب ومجموعة من الاخوان المسلمين –في الوقت الذي سكت علماء الازهر والسعودية ولم يستنكروا مجرد استنكار –بينما ارسل السيد وفدا الى القاهرة لمنع تنفيذ الحكم لكن عبد الناصر لم يف بالوعد الذي قطعه
ونفذ حكم الاعدام بحق سيد قطب وجماعته .
* محطات حفظتها الذاكرة لزعيم الطائفة لتبثها في ذكرى رحيله ،عزاؤنا بوجود امتداده الطبيعي من الاحفاد النجباء بعد الاولاد الكرام ..وفي مقدمتهم عمار سليل المرجعية وابنها البار.