للطائفية اشكال والوان واساليب ومجالات ، بما انها سلوك انساني يتعلمه البعض ويعلمه البعض ، هناك من ينشأ نشأة طائفية وهناك من يصادفها في احدى محطات حياته فيتعرض لموقف او حادثة تنتج عنده غددا تفرز انزيمات طائفية كلما تعرض لفايروسات تهاجم جهازه المناعي ، في العراق توجد جميع اشكال الطائفية وبشتى صورها المقيتة ، وقد شهدت نضوجا كبيرا الى درجة باتت تتغذى ذاتيا وتتكاثر تلقائيا وتطور مناعتها لتتأقلم مع مختلف المناخات ولتوطن نفسها مع أية بيئة تتوافر فيها وتتواجد ، لاشيء في العراق خارج عن سطوة الطائفية ، لا احد بمنأى عنها "الا مارحم ربي " ، الكل خضع لها بطريقة او بأخرى ، حتى من كان ينظر اليها كتصرف احمق او سلبي بات يدين بها دون ان يشعر ، التظاهرات الاخيرة في الانبار وبرغم ان هناك مطالب شرعية للمتظاهرين الا انها تحمل في الكثير من شعاراتها نفسا طائفيا محموما ، بعض المتظاهرين لا يعرفون لماذا هم يتظاهرون ولكنهم بالحقيقة مدفوعين طائفيا يلوحون بشارات النصر وكانهم خارجين من حرب انتصروا فيها على المغول ، الحكومة ايضا تعاملت كثيرا مع الاحداث بنفس طائفي على الرغم من توصيات المرجعية وتوجيهاتها بالتعامل بحذر مع المتظاهرين والنظر في مطاليبهم المشروعة وتنفيذها على وجه السرعة ، كل هذه الامور لم تلتزم بها الحكومة وتعاملت مع الاحداث بالطائفية ذاتها التي يحملها متظاهر الانبار .. وعلى ذلك فان الطائفية اخذت مأخذها من ابناء البلد الواحد فوصلت الى ما يأكله وما يلبسه وما يشتريه .. ومن حوار على الفيس البوك يمكن ان نلاحظ مدى عمق الهوة بين الشيعة والسنة والى اين وصلت الامور : الشيعي : كلكم مجرمين .. ماكو بريء بالسجون ومطاليبكم كذب هدفكم اسقاط الحكومة الشيعية السني : الاف الابرياء بالسجون .. مداهمات واعتقالات عشوائية تحت قانون الارهاب .. انتم طائفيين وقتلة الشيعي : احنه قتلة ؟ احنه طائفيين ؟ دروح شوف شوارع الانبار اذا لكيت بيها سايبة وحدة تعال عاتبني ؟ مع العلم احنه اسواقنه مليانه اكتيفيا السني : السايبه صفوية منشتريها ولا ندخلها محافظتنا ، والاكتيفيا سعودي .. تاج عالراس الحقيقة ان الحوار لم ينته بهذه الصورة بل تحول الى احتفال للشتم والقذف والسباب ولكن ما اردت منه هو الامر الذي تحدث عن السايبا والاكتيفيا .. هكذا وصل الحال بنا فاصبحنا نصف سايبا ايرانية والنصف الاخر اكتيفيا سعودي ولا حول ولا قوة الا بالله.