إنتهت الانتخابات ، إنتهت معركة تثبيت الاحجام ، لكن التشنج ما زال مسيطرا على الكثيرين . في كل الدول الديمقراطية تتصاعد وتيرة التنافس بين المرشحين حتى تبلغ تبادل الفضائح وكشف الملفات و “العورات” . قد تتعدى حدود المسموح لكنها في النهاية موجة عابرة ، تنتهي بعد ظهر يوم الانتخابات . عادة ، يعود المرشحون الى طبيعتهم وهدوئهم ، ويبدأ الجميع بالحديث عن ضرورة التعاون بين الفائزين والخاسرين .

الإنتخابات مرحلة مهمة من عمل ديموقراطي كبير، يعود بالنتيجة الى حكم الشعوب، لا يقتصر بالتصويت والإختيار وإسقاط الفرض على الناخب، ولا تنتهي للفائز بمجرد الفوز وتشكيل الحكومة والبرلمان؛ إنما عمل محكوم بثوابت وسلوكيات وتربية وثقافة وإيمان مطلق بالتجرد من الأنانية، والسعي لحب الخير وإحترام الأخر والتفاني للوطن وحرية الرأي والتعبير، وأفعال خلاصتها العمل لتحريك دفة الحكم لإستقرار البلد.

في شهر رجب الذي صادفت ايامه من العام ٢٠٠٣ في شهر آب/ أغسطس كان صوت السيد محمد باقر الحكيم يهدر في ثنايا هجير آب اللاهب ويعلن تراجيديا التحدي بوجه فلول البعث، هذه الانتقالة الكبيرة التي أطّرها السيد الحكيم مع باقي اخوانه الذين عادوا من المهجر بعد ان التحفتهم السنين العجاف وهم يتقلبون بين المنافي في مواجهة البعث وينقلون الصورة الحية والحقيقية لمعاناة العراقيين الذين يعيشون سطوة الحرمان والألم تحت سياط الشوفينيين من البعث ومن ساندهم من دول المنطقة .

الانتخابات الأخيرة جرت تحت شعار (التغيير) ، وهو ليس شعارا للمجاملات او لاختراع هوسات جديدة ، انه يعني : تغيير الوجوه ، تغيير السياسات ، تغيير نمط العلاقات بين الشركاء السياسيين ، تغيير نمط التعامل مع الشعب وقضاياه ، يفترض ان تسفر الانتخابات عن تغيير حقيقي في هذه الفقرات ، اذا لم يحدث تغيير سيحدث سقوط شامل للتجربة العراقية السياسية الجديدة .

لم يخلوا العالم من الثائرين ضد الطغيان وفي منطقتنا كان الثائر الاول في الامة الاسلامية هو الصحابي ابو ذر الغفاري الذي ثار من اجل الفقراء وقال مقولته الشهيرة عجبت لمن لا يجد القوت في بيته كيف لا يخرج على الانس شاهرا سيفه ، علما انه لم يكن من الجائعين ولا من الفقراء كونه صحابي جليل…

القائمة: مقبض السيف.
القائمة: واحدة قوائم الدابة وتستعار للانسان والمنضدة والسرير.
القائمة: ورقة تقيد بها الاسماء والاشياء في صف قائم.
القامة: طول الانسان.
القوم: الجماعة من الناس تجمعهم جامعة يقومون لها وخصصت بجماعة الرجال.
القومية: صلة اجتماعية عاطفية تنشأ من الاشتراك في الوطن…

في خبر لجريدة البينة الجديدة دعا رئيس ائتلاف دولة القانون السيد المالكي شروطاً للانضمام في كتلته التي ستشكل الاغلبية النيابية ، والانطلاق لتشكيل حكومة الاغلبية السياسية ، ويبدو ان السيد المالكي كان متأكداً تماماً من فوزه الكاسح في الانتخابات .

نلام لاصرارنا على "التحالف الوطني" ورفض تفكيكه، رغم التحفظات الكثيرة عليه.. ويقال هذه سياسة طائفية.. فخرجت اطراف منه عندما كان "الائتلاف العراقي" هو الاطار، وشكلت تكتلات جديدة، لكن الواقعية السياسية سرعان ما اعادتهم لاطروحة وحدة الساحة. بالمقابل يلومنا البعض اصرارنا على وحدة الساحات الاخرى، وعدم القبول بتسقيط وعزل قواها الاساسية.. فالوحدة في الساحة الواحدة، ضرورة، في ظروفنا، لتوحيد الساحة الوطنية، والعكس صحيح ايضاً .

من العجائب التي أضافت صوتاً ضارباً في تاريخ الكون وأحداثه الفريدة التي تفتح الأعين على ما تخفيه من أسرار الهية جمة ، أن يصطفي الله عزوجل لعبد أصطفاه حتى موضع مولده ، ليجمع له مع طهارة مولده شرف محل الولادة ، ويخصّه بمكرمة ميزه بها منذ ساعة مولده عن سائر البشرية جمعاء .

ليس من عادتي أنْ أمدح أو أبالغ في وصف ألآخرين, سواءاً كانوا من آلمقربين أو الأصدقاء أو الذين أتعامل معهم, فآلأحداث و آلكبائر و الصغائر كثيرة في حياتنا اليومية التفصيلة, لكننا للأسف غير آبهين بما يحدث عموماً, إلّا أنّ هناك حديثاً نبويّاً شريفاً أعتقد بأنّه يُلزمنا التوقف عنده لكونه كآلمفتاح السحري في إستتباب الصداقة و المحبة بيننا, و كحلقة وصل فعالة بين القلوب .. حيث يُؤكّد بآلنّص: [ من لمْ يشكر المخلوق لا يشكر الخالق ]!