يبدوا ان رئيس مجلس الوزراء نوري المالكي وبعد ان وجد نفسه محاصرا هذه المرة وبطريقة لم يحسب لها جيدا قرر ان يطلق العنان لكلابه المسعورة وبطريقة وقحة للنيل من المرجعية الدينية العليا في النجف الاشرف وعلى طول مسيرتها وتاريخها الجهادي الطويل خاصة بعد تدخل المرجعية الحازم بوجه نزقه…

محمد "ص"هو العامل المشترك للمسلمين فالسنة منبعهم سيرة الرسول وقوله هو ما يقرون وما يعتقدون والصحابة بابهم للرسول هذا ظاهر ألأمر ولكن ؟ ، والشيعة هم يتبعون الرسول من باب علمه علي "ع" وبمنهج محمد واله يتمسكون وبفكره يستنيرون ولكن ؟، فمحمد يجمع الكل فما بالهم متفرقون ، هنا السؤال…

تمر علينا الأيام والأشهر والسنين ونحن في دائرة لايرضى سياسيونا أن نخرج منها وهذا الذي لانعرفه هل هنالك سر في الأمر؟

لقد ناضل الشعب العراقي لمئات السنين لكي يحصل على حقوقه المشروعة المغتصبة من قبل الأقلية ، وأعطى الألأف بل الملايين من الشهداء الذين ذهبوا ضحية الأنظمة الجائرة التي حكمت هذا البلد بالنار والحديد ، وقد وصل الأمر ذروته في زمن الطاغية صدام عندما أسرف بالظلم وتجرأ على جميع الحرمات…

ليس غريبا ان نقول بان المرجعية الدينية في باب الدفاع عن الجميع دون تمييز وليس غريبا ان نجدها بلا انحياز وعلى الحياد وبلا محاباة لطرف على حساب طرف اخر في احلك الظروف واعسرها وادقها واحرجها نعم هكذا هي دوما هكذا منذ عرفناها ولانها هكذا بتنا نردد ويردد الجميع بان المرجعية هي صمام وهي الضمانة الحقيقية ولن تكون وقفتها في الازمة الاخيرة اخر المطاف .

لاشك ان استذكار شخصية عظيمة من الشخصيات الاسلامية يثير فينا المشاعر ويدفعنا لاقتفاء الاثر لسببين اولهما لماذا هذا التاثير وكسب المكانة في قلوب معاصريه من العراقيين والعرب وعموم المسلمين وثانيهما الاسباب التي تدفع نظاما وحشيا كنظام العفالقة لاستهداف وتصفية رجل كالسيد محمد…

في ضل منطق الازمات المتكررة , لا يزال الكثير من العراقيين يبحثون عن فارس يخرجهم من هذه الازمات المتعاقبة والمتكررة والمتداخلة والمعقدة بكل انواع العقد المعروفة وغير المعروفة .

أثار تكليف السيد عمار الحكيم رئيس المجلس الأعلى الإسلامي العراقي من قبل الائتلاف الوطني بضرورة التدخل وحل الأزمة الراهنة من خلال جمع الفرقاء السياسيين الى طاولة حوار حالة من الارتياح المصحوب بالترقب والأمل دون ان يذهب أصحاب هذا الترقب الى حد التفاؤل المفرط بنجاح المهمة وحل الازمة ليس تشكيكا بقدرات وإمكانيات السيد الحكيم في حل الأزمة والعبور بالبلاد الى بر الأمان ولكن تداخل المهام وارتباطها بنوايا اطراف اخرى مؤثرة قد يكون حجر عثرة في طريق الحل.

ربما تكون الخروقات الامنية المتكررة التي تضرب البلاد بين حين واخر مدعاة للقلق ولعا اجندتها واهدافها ومن يقفون ورائها ولعلها تجد رواجا كبيرا في ظل الازمة التي نعيشها ومن يروجون لها ويدعمونها يدركون ان الرسالة التي يريدون قولها لشعبنا انهم لا يريدون عراقا للجميع بل لفئة معينة…

الشهيد السيد مهدي الحكيم (رض)
في ذكراه الخامسة والعشرين
محطات في السيرة العطرة