وقال السيد عمار الحكيم في ملتقى الثلاثاء الشهري لآل بحر العلوم الذي عقد بمكتب إبراهيم بحر العلوم، ان " القوى السياسية تصرف وقتا لمعالجة إشكاليات ناتجة عن غياب الرؤية فيما تهمل الرؤية وأهميتها " مضيفا ان " الرؤية شأن عراقي سيادي ولا يمكن أن تستورد، وإن التخطيط الاستراتيجي هو الخطوة التي تتبع الرؤية ويمكن الاستفادة من خبرات وتجارب الآخرين او استشارتهم في وضع التخطيط الاستراتيجي ".
واضاف ان " أزمة العراق أزمة إدارة في جميع المستويات السياسية والأمنية والاقتصادية " مؤكدا على " أهمية الثورة الإدارية التي يجب ان يقودها ثوار إداريون " مشددا على " ضرورة الأخذ بالأولويات بوضع الخطط والبرامج وبأدوات كفوءة ونظيفة، " مبينا ان " الإدارة تدرس في جامعات العراق بطريقة عفى عليها الزمن ولابد من تحديثها وزج طلبة الإدارة في البعثات والزمالات الدراسية، فان الرؤية الموحدة المصحوبة بالتخطيط الاستراتيجي وتحديد الأولويات وفق برامج تنفذها أدوات كفوءة ونظيفة ستخلق الثقة، ".
واشار السيد عمار الحكيم الى ان " تيار شهيد المحراب يحمل للوطن رؤية الدولة العصرية العادلة التي تبدأ من حيث انتهى الآخرون بعيدا عن دولة الأحزاب والكانتونات " مشددا على " أهمية أن يكون لكل محافظة مشروع مع تكامل مشاريع المحافظات مع المشروع الوطني ".
واكد ان " الوطنية ليست شعارا وإنما برامج تخدم الوطن والمواطن " لافتا إلى " أهمية ان يكون المركز قوي ورشيق يأخذ على عاتقه التخطيط الاستراتيجي " منوها الى ان " مبادرة تصفير الازمات التي طرحها في وقت سابق باتت صعبة التحقيق في الوقت الحالي مما دفع المجلس الاعلى الى طرح مبادرة تجميد الازمات حتى العبور بالعراق من المرحلة الحرجة التي يمر بها ".
وشدد على " ضرورة تحويل التنافس من الشخوص الى البرامج، " مشيرا الى " اهمية الغالبية السياسية العابرة للمكونات التي تخدم العراق وفق رؤية وبرامج محددة " معربا عن " ثقته من التفاف الشعب العراقي حول الفريق المنسجم الذي يملك رؤية وتخطيط استراتيجي فضلا عن الدعم الاقليمي والدولي لهذا الفريق ".
وتابع السيد عمار الحكيم ان " المنطقة يعاد رسم خارطتها وتقوية الجبهة الداخلية ستجعل العراق مؤثرا في هذا الرسم " مبينا ان " ضعف الادوات الامنية سببا في قوة الارهاب " مشيرا الى ان " المجلس الاعلى يمتلك خطة لمعالجة الوضع الامني وهي مطروحة لكل من يريد الاستفادة منها ".
ويشهد العراق توترا امنيا ملحوظا، اذ تشهد محافظاته وخصوصا في العاصمة بغداد، سلسلة من العمليات الارهابية التي تضرب مناطق متفرقة منها، والتي تتمثل بتفجير السيارات المفخخة والعبوات الناسفة واللاصقة، والاغتيالات بكوات الصوت التي تستهدف المدنيين ومنتسبي القوات الامنية.
وكانت بعثة الامم المتحدة لمساعدة العراق {يونامي} قد اعلنت باحصائية لها امس الثلاثاء، عن استشهاد واصابة {٣١١٢} مواطنا عراقياً، في حصيلة الاعمال العنف التي شهدها العراق خلال شهر ايلول الماضي، مبينة ان بغداد كانت المحافظة الأكثر تضررا خلال شهر أيلول سبتمبر، إذ بلغ مجموع الضحايا المدنيين {١,٤٢٩} شخصاً {٤١٨} قتيلاً و {١٠١١}جريحا، تلتها نينوى وديالى وصلاح الدين والانبار، أما في محافظات كركوك وإربيل وبابل وواسط وذي قار والبصرة فقد اوردت التقارير أيضاً سقوط عشرات الضحايا .