وبين السيد عمار الحكيم في كلمة له خلال الملتقى الثقافي الأسبوعي الذي عقد بمكتبه في بغداد ،ان" توافقات الكتل على القائمة المفتوحة والدوائر المتعددة جاءت متوافقة مع رغبة المرجعية الدينية لضمان حقوق المواطنين"، داعيا الى" عدم تشتيت الأصوات"، مشيرا الى" التفجيرات الارهابية التي ضربت مدينة أربيل"، مؤكدا ان" المشروع الارهابي التكفيري يراد له ان يشمل منطقة الشرق الاوسط برمته وكل الدول اصبحت تحت نيران الارهاب مما يستوجب مراجعة المنظومة الامنية الإقليمية"، مبينا ان" الارهاب يستهدف المنظومة الامنية ولم يعد عملا موجها ضد نظام بعينه"، مستنتجا من" انتشار الارهاب بهذه السرعة بان هناك دول ومؤسسات تمكنه ماليا واستخباريا ولم تعد الاعمال الارهابية اختراقات امنية عشوائية وانما صارت متناسقة ومنظمة في سياق عمل مرحلي".
وحول ضرورة ايجاد رؤية موحدة لموجهة الإرهاب وصف السيد عمار الحكيم تجزئة المشاكل الامنية والمسؤوليات بـ"الخاطئة" ، ردا على الاقوال التي تتحدث عن ان الاستهداف في الموصل يختلف عن البصرة او استهداف بغداد يختلف عن استهداف اربيل ، مشددا على ان" الجميع مستهدف بنيران التكفيريين ولكن مرحلية العمل الارهابي تقتضي التركيز على منطقة دون اخرى او الايحاء بالدفاع عن مكون على حساب مكون اخر"، داعيا الى" رؤية موحدة لمواجهة الارهاب واساليبه ووسائله سيما ونحن نعيش في منطقة ملتهبة باتت بيئة مهيأة جدا للنشاط الارهابي "، مبينا ان" الرؤية الموحدة لابد لها ان تنتقل من الحيز المناطقي الى الحيز الوطني ومن ثم الاطار الإقليمي" مؤكدا على" ضرورة ان تكون رسائل المواجهة موحدة وطنيا وإقليميا".
ونبه السيد عمار الحكيم الجامعات العراقية الى" واجب مهم من واجباتها المتمثل بالتثقيف السياسي للطالب الجامعي"، مؤكدا" الفرق بين التثقيف السياسي للطالب وبين تسييس الجامعات"، مشيرا الى ان" هناك اوامر تمنع التثقيف السياسي في مخالفة صريحة للمنهج العلمي العالمي الذي تتبعه الجامعات العالمية التي تستضيف الشخصيات السياسية محليا وعالميا لالقاء محاضرات وتقدم رؤاها السياسية ورؤاها عن حياة المجتمع"، عادا" الطالب الجامعي مواطن مثقف والتواصل الثقافي معه مهم".
وبين ان" ما يحدث اليوم في الجامعات محاولة لعزل الطالب الجامعي عن محيطه السياسي والاجتماعي"، واصفا" هذه المحاولات بـ{الفاشلة} لان الطالب الجامعي سيتواصل مع النخب خارج الجامعة"، مستشهدا بـ" سياسية تبعيث الجامعات التي اتبعها حزب البعث فيما كان الدعاة من حزب الدعوة الاسلامية واحزاب اليسار والحزب الشيوعي ينشطون في الجامعات العراقية"، داعيا الى" الاستفادة من تجارب الماضي عند وضع الخطط"، مبينا ان" منع الطلبة من التثقيف السياسي اعلان فشل ودليل محدودية الرؤية والافكار، متسائلا هل نسمح بتسييس الجامعات فيما نمنع التثيقيف السياسي؟!".
واكد السيد عمار الحكيم على" اهمية التخطيط الاستراتيجي"، مشيرا الى" زيارته الاخيرة لمحافظة واسط والبصرة"، مبينا ان" الزيارة اقترحت على المحافظين تبني استراتيجية لمحافظاتهم عنوانها محافظاتنا عام ٢٠٤٠ الى اين؟"، مؤكدا ان" هناك تشجيع للاخوة المحافظين على البدء فعليا بالتخطيط الاستراتيجي"، مشددا على" ان العمل الحقيقي لبناء العراق يبدأ من بناء المحافظات، مبينا ان اي عمل لا يمكن له ان ينجح ان لم يكن منسجما ومتناسقا مع الخطط الاستراتيجية للمحافظات"، داعيا الحكومات المحلية في المحافظات الى" وضع خطط استراتيجية ضمن رؤية واضحة لما يجب ان ينجز"، مشيرا الى ان" الاعمال الارتجالية وعدم تحديد الاولويات ستنتهي بالتخطيط الاستراتيجي".
وعن انعكاس التقارب الامريكي الايراني ايجابا على شعبي البلدين وعلى شعوب المنطقة بين السيد عمار الحكيم ان" هناك ملامح تهدئة في المنطقة"، واصفا اياها بـ" الملامح لأنها لم تصل الى خطوات عملية حقيقية وان ابرز هذه الملامح هو بوادر الاتفاق الامريكي الإيراني"، مؤكدا ان" هناك ترحيب دولي بهذه البوادر وارتباك اقليمي في ذات الوقت"، داعيا الجميع الى" العمل بمبدأ المصالح المشتركة وليس المصالح المنفردة واعتماد سياسة الربح للجميع"، عادا" المصالح المشتركة من المبادئ المهمة في صياغة العلاقات الاقليمية والدولية المتوازنة"، مؤكدا حاجة الاطراف الفعلية للوصول الى" اتفاقات مشتركة تحفظ مصالح الجميع وتشركهم".
ورجح السيد عمار الحكيم" انعكاس التقارب الامريكي الايراني ايجابا على شعبي البلدين وعلى شعوب المنطقة لما لهذين البلدين من تأثير.. فامريكا مؤثرة دوليا وايران مؤثرة اقليميا وفي الملف السوري واللبناني والبحريني والافغاني"، لافتا الى ان" العلاقات الدولية جزء مهم في حياة الشعوب والامم فلا توجد عداوات دائمة ولا صداقات دائمة وانما مصالح للشعوب هي الأساس".