وقال وكيل المرجعية الدينية في كربلاء المقدسة الشيخ عبد المهدي الكربلائي خلال خطبة الجمعة ان "الارهاب لا يقتل المواطنين حسب بل الحياة بكافة مجالاتها وعلى المواطنين ان يتعانوا فيما بينهم ومع الاجهزة الامنية لاجهاض مخططات الاعداء".
وتابع الشيخ الكربلائي خلال الخطبة التي ،ان "استمرار استهداف المجاميع الارهابية تجمعات المواطنين وخاصة في المناطق الرخوة يهدف الى ايقاع اكبر من الضحايا في صفوف المواطنين على اختلاف مشاربهم وقومياتهم ومكوناتهم وفئاتهم وشرائحهم، فهي تارة تستهدف مجالس العزاء والاسواق وتجمعات العمال، وتارة اخرى اماكن العبادة والمساجد والحسينيات لاذكاء الفتنة وتمزيق النسيج الاجتماعي العراقي".
واضاف "الان اخذوا يستهدفون الاطفال الابرياء في المدارس التي يعلم الجميع ان الغرض منها التربية التعليم وايجاد جيل سليم متسلح بالعلم والمعرفة، ويغتالون الهيئات التعليمية والتدريسية لادخال الرعب والخوف في نفوس جميع العراقيين".
واوضح انه "في ازاء هذه المخططات الجهنمية الشرسة مطلوب مزيد من الحذر من قبل الاجهزة الامنية، لكن سنركز اليوم على ما هو المطلوب من المواطنين نتيجة لنوعية العمليات الارهابية، لأن هؤلاء لا يريدون فقط قتل المواطنين الابرياء والاطفال، بل قتل الحياة في البلاد، ومعروف ان ضحايا الارهاب هم اما شهداء او جرحى، اما الباقين فيراد لهم ان يعيشوا بخوف ورعب".
واسترسل "انهم يقتلون كل ما له صلة بالحياة في جميع مجالاتها ولم يعد احد في البلاد يسلم من هذه الاستهدافات والمخططات الارهابية، لذا لا بد ان يكون هناك تعاون تام بين المواطنين ومع الاجهزة الامنية، وان يكون كل مواطن عينا لرصد كل تحرك مشبوه"، مبينا ان "كافة المعلومات التي يحصل عليها المواطن ويدلي بها تفيذ في الحيلولة دون تنفيذ اعداء الامة لمخططاتهم".
وأضاف ان "كل مواطن يجب ان يكون له دور في هذا الاجراء"، موضحا انه "على الرغم من ان هذا لا ينهي هذا العمليات الارهابية لكنه حتما سيحد منها ، اضافة الى صمود المواطنين وتحديهم هذه المخططات الاجرامية".
وشدد الشيخ الكربلائي على "اهمية ان تكون هناك معالجات لبعض الظواهر المتعلقة بهذا الموضوع كبناء المدارس والتخلص من ظاهرة هدم الابنية وتركها هكذا وفك ارتباط ازدواجية الدوام او ثلاثيته لسد الثغرة في العملية التربوية وبالتالي امام الارهاب الذي بات يستغل كافة الثغرات، والا ما الهدف من استهداف الاطفال".
واشار وكيل المرجعية الدينية في كربلاء المقدسة الشيخ عبد المهدي الكربلائي الى "وجود دراسة اجرتها بعض الجامعات الاجنبية بالتعاون مع احدى قريناتها العراقية تؤكد ان قرابة نصف مليون عراقي قضوا خلال السنوات العشر الماضية، و ٦٠ % منهم راحوا ضحايا للعنف والحرب وهذه النسبة قريبة للواقع، و ٤٠ % لاسباب غير مباشرة، حيث ان الظروف الامنية والاجتماعية ولدت نتائج ادت الى سقوط هذا العدد الكبير من الضحايا".
وقال "في قضية الاسباب المباشرة والمتصلة بالعنف والحرب لانريد الحديث اكثر من ذلك لانه ليس هناك ما يلوح في المستقبل القريب من معالجات لمسالة الارهاب واستهداف المواطنين، كذلك ما يتصل بهذا من انتشار للامراض كالسرطان وغيره وهذه يمكن الانتباه لها بعد تضافر الجهود ووجود ارادة لدى جميع المعنيين في اجهزة الدولة والصحية منها المعنية بهذا الملف والابتعاد من اجواء الصراع على المصالح".
ونوه الى انه "لو كانت هناك رغبة صادقة لدى من تصدى للمسؤولية لكان هناك اهتمام ببناء المستشفيات وتدريب الملاكات الطبية والتفات الى بناء شخصية الملاك الطبي الذي تتوفر فيه اخلاقيات المهنة الطبية، وذلك من خلال دراسة تخصصية لشخصية المنتسب في هذا المجال الانساني الذي يمكن من خلاله ان يكون هذا الشخص اكثر عطاء ، كذلك توفير الاجواء لعودة العقول العراقية الى البلاد ، حيث تشير احصائية الى ان هناك ٣ الاف طبيب عراقي في احدى الدول وهذا العدد ليس بالهين ، ولا بد من توفير الاجواء لعودة هؤلاء الى البلاد".
وشدد الشيخ الكربلائي قائلا "نوجه من هذا المكان نداء في ان تكون هناك دراسات لوضع معالجات لهذه الامور لان نسب الضحايا قابلة للزيادة في ظل ما يجري في البلاد سنة بعد اخرى، مشيرا الى ان الظروف الامنية بحسب الدراسة باتت تشكل ضغطا نفسيا على المواطن حتى بات هناك ميل للتعامل بعنف نتيجة لهذا الضغط النفسي المتصاعد الذي تسبب بامراض نفسية استنادا لاحصائيات رسمية عالمية وعراقية ومن هذه الامراض المرتبطة بهذه الظروف القلق والكابة وعلى مؤسسات الدولة المعنية معالجة هذه الامور والنتائج الخطيرة لان نسبة هؤلاء المصابين بالامراض النفسية في ازدياد " .
وختم وكيل المرجعية الدينية في كربلاء المقدسة الشيخ عبد المهدي الكربلائي خطبته " باعرابه عن امله من جميع المعنيين الالتفات للامور التي نوه لها ، داعيا الباري ان يحفظ الجميع " .