وقال الحكيم خلال حضوره قداس عيد الميلاد المجيد في كنيسة ماركوركيس الكلدانية في العاصمة بغداد اليوم الاربعاء ” نتألم كثيرا عندما نسمع ان المسيحيين يغادرون العراق لتعرضهم للاستهداف، لكن هل نترك وطننا للارهابيين وهل نستسلم وهل نتراجع ونسلم هذا التاريخ والحضارة لهذا الاستهداف بل نتحداهم ونقف بوجههم ونحمل رسالة السلام والانسانية ونتعايش فيما بيننا ونتعاون على ما فيه خير وصلاح لهذه الامة ونطرد الارهابيين بلحمتنا ووحدتنا”.
وأضاف مخاطبا المسيحيين “اننا نتمنى منكم ان تثبتوا في بلادكم فانتم اضافة نوعية في هذا البلد فانتم الجزء الاساسي في باقة الورد العراقية المتعددة الالوان فنريدكم حاضرين وان تمارسوا طقوسكم بحرية كاملة وان تشعروا بحقوق المواطنة وبالعزة والكرامة والانسانية التي يجب ان يشعر فيها جميع العراقيين وان نتعاون ونبني مجتمع نفخر به ونبني وطنا نعيش به بسلام ووئام”.
وأشار الحكيم الى ان “رسالة السيد المسيح هي رسالة التحدي والتصدي ولكن عبر التسامح وهي ما نعبر عنها بالقوة الناعمة فالسيد المسيح اعتمد في مواجهة الامبراطورية البيزنطية بالقوة الناعمة وواجههم وتحداهم ولكن بالسلام والمحبة والتعايش وكان يصلي لاعداءه بالرحمة والهداية والاصلاح ، ولم يكن يحمل من الضغائن حتى على اعداءه وانما كان يحمل المودة والرحمة والشفقة وهذه هي سيرة الانباء والاولياء والاوصياء وكم نحن بحاجة الى ان نقف عند مشروع السيد المسيح وان ننتهج هذا النهج القويم فالسيد المسيح ليس تاريخا نقرأه بل واقع نعيشه ولابد ان نجسد منهجه في حياتنا”.
وتابع “انتم ايها المسيحيون اهلنا واحبتنا واعزائنا فالمسيحون هم الاصلاء في هذا البلد وانتم ليس جزءً طارئا على الشعب العراقي والوطن بل جزءً اصيلا ومتجذرا في اعماق وتاريخ هذا البلد وعليكم ان تعتزوا بهذا الانتماء وان تلتزموا به وان تواجهوا التشدد والتطرف والارهاب الذي يستهدفكم ويستهدف المسلمين على حد سواء بالثبات والاصرار والبقاء في بلادنا”.
وقال رئيس المجلس الاعلى “انه ما اجمل هذا الاقتران بولادة سيدنا المسيح وبين اربعينية الامام الحسين عليهما السلام وان هذين الشخصيتين الكريمتين ينتميان الى مشروع واحد وهو مشروع السماء ولذلك حينما نذهب الى الأمام الحسين نقرأ في زيارته التي وردت في نصوص دينية لما يقرب من الف و٤٠٠ سنة ماضية نقرأ [السلام عليك ياوراث عيسى روح الله] فالحسين وريث لنبي الله عيسى ليس بالمال وانما بالمشروع وبالاهداف السامية وبالعمل الحقيقي للاصلاح لانه وقف وقال [اني لم اخرج اشرا ولابطرا ولاظالما ولامفسدا وانما خرجت لطلب الاصلاح في امة جدي رسول الله واريد ان آمر بالمعروف وانهي عن المنكر] لذا فلنكن رجال اصلاح وتغيير ورجال عمل حقيقي لبناء هذا الوطن”.
ولفت الحكيم الى ان “الانسان يجب ان يكون مباركا في كلماته وخطواته وسلوكه واداءه وتعامله وعلاقته مع الله ومع الناس وفي تحمل المحن والآلام وفي التصدي للمسؤوليات الجسام وهذه قضية مهمة ان يكون الانسان فيها مباركا وفي كل خطواته ، وهكذا كان السيد المسيح ولما كان مشروع السيد المسيح هو مشروع الانسان ومشروع السماء في الارض فلا بد ان يكون للمراة حاضرة لانها جزء لايتجزأ من المشروع وكانت سيدتنا مريم العذاء الى جانب السيد المسيج كما كانت السيدة فاطمة مع الرسول والسيدة زينب مع الأمام الحسين وهكذا في مشاريع الرسالية نجد المراة الى جانب الرجل وفي مختلف جوانب الحياة فمشروع السماء مشروعا لكل الانسانية وشاملة لكل المجتمع بمختلف توجهاته، ونبارك لكم عيدكم المجيد واعاده الله عليكم بالخير والبركة”