وقال جاسم موحان، نائب محافظ بغداد الفني، إن "عمليات الحفر التي تجري في أغلب مناطق بغداد ليست لشبكات جديدة في الصرف الصحي، لكنها مجرد صيانة لمنهولات يتم توسيعها وربطها من جديد بأنابيب جديدة لاستيعاب كميات اكبر من التصريف تتناسب وازدياد الحجم السكاني للعاصمة".
وأضاف موحان، أن "مجلس محافظة بغداد لديه خمسة مشاريع عملاقة من هذا النوع وحفريات تشهدها مناطق اطراف بغداد لغرض مشاريع مماثلة لما تنفذه امانة بغداد".
وتابع، "في المحمودية وصلت نسب الانجاز الى اكثر من ٧٠ بالمائة، وفي اللطيفية إلى ٢٥ بالمائة، والحسينية إلى ٤٥ بالمائة، التي تلكأ العمل فيها بسبب المقاولين، وهناك مشروع جسر ديالى الذي وصل انجازه إلى ٦٠ بالمائة، ومشروع سلمان باك الذي وصل إلى ٨٠ بالمائة".
وأوضح أنه، "ما دامت هذه النسب غير مكتملة فان الشوارع ستبقى على حالها وتتحول الى مطبات وحفر". وكان وزير البلديات عادل مهودر، أكد في وقت سابق، غرق المحافظات لعدم اكتمال مشاريع المجاري فيها، مبيناً أن حل المشكلة يتطلب انجاز البنى التحتية للمجاري، فيما حمل امانة بغداد مسؤولية غرق مناطق شرق العاصمة.
ومضى موحان إلى القول، "انجاز النسبة يعني ربط منافذ المنازل وفتح بوكس ترابي ومن ثم كب السبيس بمقدار ٣٥ سم ومن ثم اكساء بارتفاع ١٥ سم ليكون الغطاء بالغا الارتفاع القياسي للمشروع وهو ٥٠ سنتيمترا، ومن ثم انشاء الارصفة بالثرمستون وتغليفها، ومن ثم المرحلة الاخيرة وهي اكساء الشارع".
وأشار إلى أن، "الحفر الحالية في شوارع بغداد ستبقى تعيق حركة السيارات بلا شك، لكن المشاريع بالعادة لها فترات زمنية ويخضع المقاول المخالف لهذه الفترة الى عقوبات مالية واجراءات قانونية يمكنها ان تضره كثيرا".
وزاد بالقول، "ليس بيد المحافظة سوى إحالة المشاريع إلى مقاول آخر، لأنها لا تملك عصى سحرية، فهي تراقب عمل المقاول وتدرس نسب الانجاز، ومن بعدها تقوم بدراسة النسب مع الفترة الزمنية المتبقية ويتم محاسبة المقاول وابعاده في حال ادركنا انه سيتأخر عن انجاز المشروع في موعده المحدد".
وأكد أيضاً أن "هذا لا يعني تسليم المشروع الى مقاول اخر بعد يوم واحد وانما هناك اجراءات تتبع وتستغرق فترة لكي يتم احالتها الى مقاول اخر، وفي بعض الاحيان نضطر الى الابقاء على المقاول المتلكئ لان احالة المشروع الى مقاول اخر سيكلفنا وقتا اطول".
من جانبه، أكد مصدر مسؤول في امانة بغداد، أنه "حسب الخطة الاستراتيجية للأمانة فان البنى التحتية ستتحول الى تحت الارض سواء شبكات الكهرباء او المياه او الهواتف الارضية".
وقال المصدر، ، إن "بعض مشاريع منطقة الكرادة تعود لشبكات تصريف مياه الامطار لان هناك خطوطا فرعية مغلقة تم فتح خطوط بديلة عنها، بسبب تهالكها ولا يمكن حفرها لأنها موجودة في اماكن تم البناء على زوايا الانبوب فصار من المستحيل الوصول اليها". ووعد نعيم عبعوب، امين بغداد، في تشرين الثاني الماضي، بتصريف مياه الأمطار المقبلة إذا سقطت "بكميات طبيعية"، فيما أشار إلى أن التدخلات السياسية والتجاوزات عطل مشروع الخنساء شرقي بغداد.
وأضاف المصدر، "يتم ربط هذه الحفر التي يشاهدها سكان بغداد بشبكة تصريف المياه، ومن المحتمل ان ينجز هذا المشروع خلال فترة وجيزة".
وتابع، "هناك مشاريع حفريات اخرى في مناطق حي النقل ببغداد الجديدة والشعلة والشالجية وغيرها من المناطق تعود الى مشاريع مياه جديدة تم انشاؤها بطاقة انتاجية تتناسب والحجم السكاني".
وأكد أن، "عدم اكساء بعض الشوارع التي تم حفرها يعود الى وجود مشاريع اخرى من المفترض ان تنفذ الى جانب المشاريع التي نفذت وانجز القسم الاكبر منها".
ومضى إلى القول، "على سبيل المثال تم انجاز مشروع المياه في حي ما، فلا يتم الاكساء لحين انجاز مشروع المجاري والكهرباء وغيرها من مشاريع البنى التحتية التي تم التخطيط لتتحول الى تحت الارض، وحينها سيتم اكساء الشارع".
وخلص إلى القول، إن "بعض المناطق تم حفر اجزاء من شوارعها في الآونة الاخيرة لربط انابيب صرف مياه الامطار لتفادي اي حالات غرق اخرى قد تشهدها بغداد بالمستقبل القريب اذا ما شهدت هطول امطار غزيرة".
وشهدت عموم البلاد خلال الفترة الماضية، هطول أمطار وبغزارة مما أدى إلى غرق الشوارع الرئيسة والفرعية للمدن بسبب قدم هذه المجاري والتي أصبحت لا تستوعب هذه الكميات من الإمطار، فضلا عن كثرة المطبات والحفر في هذه الشوارع.