وقال بيان للجنة، إن حياة الآلاف من المدنيين الذين فرّوا من أعمال العنف الجارية في محافظة الأنبار بحثاً عن الأمان باتت "عسيرة للغاية"، وسعياً إلى تلبية احتياجاتهم المتزايدة، أوصلت اللجنة الدولية للصليب الأحمر خلال الأيام القليلة الماضية مواداً غذائية وإمدادات أساسية أخرى ووزّعتها على زهاء ١٢٠٠٠ نازح في الصقلاوية والرمادي وهيت والحبانية و(أبو غريب) والرحالية والنصاف والفلوجة وتكريت، وكذلك في شمال بابل وغرب كربلاء.
من جانبه قال مندوب اللجنة الدولية رشيد حسن، الذي شارك في توزيع المساعدات الإنسانية في تكريت، "قابلنا أثناء عملية توزيع المساعدات مجموعة تضمّ زهاء ٦٥ شخصاً يوجد بينهم الكثير من الأطفال، ويقيمون جميعاً في منزل واحد مكوّن من أربع غرف".
"ويكافح هؤلاء الناس وغيرهم من النازحين كفاحاً عسيراً لتحمّل برد الشتاء نظراً لافتقارهم إلى البطانيات والافرشة والمواد الغذائية".
واوضح البيان بانه لا توجد أيّة دلائل على تحسّن وضع هؤلاء الناس الذين اضطُرّوا إلى هجر منازلهم، ويحاول موظفو اللجنة الدولية في الوقت الحاضر الوقوف على احتياجات الناس الذين تعصف أعمال العنف بحياتهم في كلّ من منطقة صلاح الدين وكربلاء وبابل والرمادي والفلوجة.
واضاف، تحثّ اللجنة الدولية الأطراف المشاركة في أعمال العنف كافة التي اندلعت مؤخراً على السماح بإيصال المساعدات الإنسانية إلى الناس المحتاجين إليها. وقد تمكّنت المجتمعات المحلية والسلطات الوطنية من تيسير عملية توزيع المساعدات الإنسانية التي أُنجزت اليوم على الرغم من الوضع الأمني الراهن.
وقال رئيس بعثة اللجنة الدولية في العراق باتريك يوسف في هذا الصدد "نعمل في جميع أرجاء العراق مع وجهاء المجتمعات المحلية والشخصيات الدينية والعشائر عن كثب من أجل التخفيف من معاناة الناس المتضررين من أعمال العنف. وقد تمكنّا من اتّخاذ إجراءات عاجلة وفعّالة أثناء هذه العملية الإنسانية الأخيرة بفضل تعاونهم معنا. ونرجو أن نتمكّن من مساعدة المزيد من الناس خلال الأيام المقبلة".
ودعت اللجنة الدولية حسب البيان المشاركين في القتال كافة إلى حقن دماء المدنيين وحمايتهم والسماح للقائمين على تقديم الخدمات الطبية بالاضطلاع بواجباتهم الإسعافية في أجواء آمنة.
واشار البيان الى ان اللجنة الدولية تبذل جهوداً متواصلة من أجل تلبية احتياجات الآلاف من العراقيين النازحين بسبب أعمال العنف المتقطعة التي تعصف بالبلاد. وقد قدّمت في عام ٢٠١٣ مواداً غذائية وإمدادات أساسية أخرى لإغاثة ما يزيد على ٢٢٠٠٠ شخص في ديالى ونينوى وكربلاء وبابل وبغداد.
وكانت مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين كشفت، يوم امس الاربعاء، عن ان عدد النازحين من محافظة الأنبار بسبب العمليات العسكرية وصل إلى ٧٠ ألف شخص، مشيرة إلى وصول ١٢ شاحنة اغاثة الى احياء في الفلوجة
وتدور في محافظة الانبار منذ نحو ثلاثة اسابيع عمليات امنية ينفذها الجيش العراقي، فيما يتحصن مسلحون في بعض المناطق بمدينتي الرمادي والفلوجة وتقاتلهم قوات من الشرطة والعشائر لطردهم.
وهذه الأحداث زادت من مخاوف السكان المحليين ودفع ذلك كثيرا منهم الى اللجوء الى محافظات مجاورة من بينها كربلاء ومناطق اخرى.