وقال السيد عمار الحكيم في كلمته التي القاها خلال احتفالية التجمع الإسلامي لطلبة العراق بمناسبة مولد النبوي الشريف في جامعة بغداد حضرها مراسل وكالة {الفرات نيوز} اليوم الأحد "اننا بهذه الذكرى والولادة الميمونة علينا ان نقف عند دروس العطاء المحمدي كما يحدثنا القران ومحمد رسول الله والذين معه اشداء على الكفار رحماء بينهم، فهذا التوازن والموقف الحازم الصارم تجاه العدو والخصم والحب والمودة والتسامح والرحمة مع بني الانسان، نطلق عليه بالتبري والتولي، اشداء على الكفار نتبرأ من اعداء الله رحماء بينهم نوالي ونحب من يحبه الله وهو الانسان بشكل عام هذه المعادلة المهمة والتوازن الدقيق في التبري والتولي، هناك من يريد ان يتولى الجميع فيكون بحالة من الخنوع وهناك من يريد ان يعادي الجميع فيصاب بالعزلة والانطواء والتمرد على سنن الحياة، فلا محبة مطلقة ولا عداوة مطلقة فهذا التوازن الدقيق رسالة اسلامية مهمة، الاسلام دين السلام والمحبة والتعايش والانفتاح على الاخر والقبول به وكان رسول الله التجسد الامثل لهذا الانفتاح الواسع كيف تعامل مع الديانات الاخرى والمشركين كيف كان صبورا حتى نهاية المطاف ".
واضاف "اني على قناعة تامة ان الامم لاتنهض الا اذا وقفت وقفة اصغاء واهتمام لمشاكل الشباب، الا اذا اعطت دورا حقيقيا للشباب لياخذوا مسارهم في بناء هذه التجربة والوطن وانما يكون الشباب حاضر باي مسار اجتماعي واسع يمكن ان نقول هذا المجتمع يسير في الطرق الصحيح وحينما يغب الشباب لابد ان نتسائل عن وجود مشكلة حقيقة تحتاج الى معالجة، فانتم امل العراق ولا اقولها مجاملة ولكن بيني وبين الله معتقد بهذا الامر فالشباب هم الامل المنشود وبناء مستقبل البلد على ايدكم، فاعرفوا قيمتكم ودوركم فالاجيال السابقة اخذت دورها وقدمت الكثير وسيقف التاريخ وقم هذه المرحلة وبرز مافها من ايجابيات وسلبيات ولكن المرحلة القادمة هي مرحلتكم فانتم الجيل الذي يجب ان يتحمل على مسؤولياته ويحمل على عاتقه امانة المستقبل، ولذلك اتمنى منكم ملتمسا ان لاتتخلوا عن هذا الدور ".
ودعا السيد عمار الحكيم الشباب الى " عدم اليأس مهما كانت الظروف والاسباب قفوا ودافعوا عن انفسكم وبلدكم ومشروعكم ومستقبلكم وسلموا الراية الى الاجيال القادمة كما تتسلموا الراية من الاجيال السابقة علكم اعلموا ان السلاح الاقوى بايديكم وهو سلاح الزمن لان الزمن لايرجع الى الوراء وانما يمضي الى الامام دائما وانتم المستقبل فالزمن سلاحكم وليس سلاح غيركم، تمسكوا به واستثمروه استثمروا الفرص حتى تكونوا في مواقع المسؤولية الحقيقية، كونوا متفائلين مهما كانت الصعاب كبيرة لان التفاؤل يعني الفرص ولاتطلبوا فرصة من احد لان الفرص تنتزع ولا تمنح وعليكم ان تنتزعوا فرصكم بايديكم وليس بمكرمات الاخرين، والفرصة تحتاج الى فان لم تكن مستعد لها لاتستطيع ان تنتزعها والاستعداد للفرصة هو بان تهيئوا انفسكم علميا وتطورا شخصيتكم وتستعدوا لتكونوا في مواقع المسؤولية ".
واوضح " لا انفي ان المحسوبيات تسرق الفرص هناك من يسرق الفرص ولكن اعرفوا جيدا ان من سرق عيش الخوف والقلق لانه يعرف انها فرصة غصبها من اخر ولا يستحقها، الا ان من يمتلك الفرصة الحقيقية والحق بان يكون في الصدارة فان المستقبل معه وليس مع الزائفين والمفسدن ، الكفوء هو الذي سثبت والاخرين سيزولون "، منوها الى ان " من حق الجميع ان يمتلك احلام كبيرة وعلينا ان ننظر الى الصعوبات على انها تحدي نواجهه وما ان نتخلص منه حتى يظهر بوجهنا تحدي اخر، فلا يمكن ان نعيش دون تحدي الفقير يواجه تحديات الفقر والغني يواجه تحديات الغنى، فكل انسان يواجه التحدي بامكاننا ان نتغلب على التحدي ولكن ليس بامكاننا ان نتجاهلها ".
واشار الى ان " وطننا فيه الكثير من الخيرات و بامكاننا ان نبني تجربة رائدة ونفخر بها وندهش العالم بهذه التجربة العراقية تنقصنا رؤية استراتيجية والتخطيط وينقصنا مسؤولين يعرفون قدر المسؤولية ويتعاملون على قدر المسؤولية وهذا مايجب ان تضعوه نصب اعينكم لتكونوا بهذه المواصفات ولتحملوا الراية في قادم الايام فانتم جيل المستقبل، عليكم ان تاخذوا المبادرة وتمتلكوا القرار وتثقوا بانفسكم وقدراتكم حتى تكونوا في المواقع التي تحقق احلام الشعب الذي ينظر الى هذا الجيل الذي تربى في رحاب الحرية بعد الانظمة الدكتاتورية فهذا الجيل هو الامل لابناء الشعب العراقي فالقرار النهائي لكم والمستقبل لكم وانتم قادرون على ان تصنعوه بهممكم العالية فيكفي ان نمتلك الارادة الصلبة القضية حتى نحقق مانريد ".
واستدرك السيد عمار الحكيم ان " الوقت اغلى من الذهب فالحياة تمضي والوقت يزول و علينا ان نتدارك ونمسك ونستثمر الفرص بشكل صحيح، وانتم يجب ان لا يوقفكم شيء مهما كانت الصعاب نلتف عليها ونمضي الى الامام، البلد يمر بظروف حساسة وبتحد كبير و الارهاب اصبح يزحف الى محافظاتنا ومدننا وتلك الثقافة التكفيرية البائسة والانجاز الكبير الذي يتبجح به هو قطع الرؤوس، هكذا الاستهتار بالدماء والارواح والنفس التي جهلها الله اعز شيء في الكون،فهذا تحد خطير علينا ان نواجه الارهاب بدعم قواتنا المسلحة علينا ان نقف مع الجيش والعشائر وهم يواجهون الارهاب ولكن هذا لايكفي فمواجهة الارهاب يجب ان تبدا من التماسك الداخلي ولملمة الطاقات الشعبية العراقية الوطنية وجعلها صفا واحدا في مواجه الارهاب لانه عدو الجميع ".
وشدد على ضرورة " بناء جبهة داخلية متماسكة لمواجهة الارهاب بقوة ولا يتحول الارهاب الى قضية مختلف عليها فيجب على الجميع الوقوف لمواجهة الارهاب وهذا يتطلب التركيز على الحوار واشاعة ثقافة الحوار، حوار العراقيين مع بعضهم البعض وليس الحوار مع الارهاب فلا حوار مع الارهاب وقاطع الرؤوس بل نتحاور فيما بيننا لنتماسك ونتوحد لمواجهة الارهاب، اذا نجح الحوار واذا تفاهمنا كعراقيين فما بيننا فهذا عني ان مسارات الوطن أصبحت مسارات صحيحة، وان الشركاء جميعا مهما كانت انتماءاتهم اصبح لهم هدف واحد وجميعا اصبحوا شركاء في المسؤولية ومواجهة التحديات، الامر الذي يحقق المصالح الوطنية ويلم الشتات ويجعلنا امة واحدة ".
واكد "يجب ان نكون مساهمين ومشاركين يجب ان نخدم المجتمع ونعمل به بقوة لمعرفة المشاكل والتحديات وان نكون واقعيين في فكرنا وسلوكنا في التعاطي مع شعبنا وحين ذاك علينا ان ندفع للعمل المباشر في الخدمة العامة والمواقع السياسية فالسياسية ليست حكر على طبقة فالشباب يجب ان يدخلوا ويمارسوا دورا صحيحا، ويجب ان نميز بين تسييس الجامعة والدعوة الى هذا الحزب والجماعة داخل الجامعة وهو امر غير صحيح ويجب ان تبقى الجامعة للعلم والفكر وبين الثقافة السياسية في الجامعة وبين الوعي السياسي وهو ضرورة ملحة للنخب وفي مقدمتهم الشباب الجامعي، فالتسييس امر مرفوض والوعي السياسي امر مطلوب لذلك ابحثوا عن كيانات وتيارات سياسية تحمل برامج تنموية واقعية وخدمية واصطفوا وكونوا جزء من مشروع بناء الدولة، لعل بعض السياسيين لايهتمون الا بالسياسية مالم دخل الشباب كطرف اساسي في المعادلة الاجتماعي ومالم يضغطوا على الطبقة السياسية في البرامج التنموية والخدمية ومشاكل المجتمع سوف لن يستطيعوا ان يؤثروا ".
وتابع السيد عمار الحكيم ان " امامنا استحقاق انتخابي مهم وحساس البعض يقول لانشارك في الانتخابات، الا ان التشكي لغة العاجزين وانتم لستم عاجزين انتم قادرون بظل الديمقراطية والحرية، بل يجب ان نصحح ونعالج لان هناك واقع لدينا ملاحظات عليه يحب ان نخرج للانتخابات ونصحح ونطور هذا الواقع بما يضمن مصالح الشعب ونحقق طموحاتنا الصحيحة، فانتم تملكون بوابة المستقبل وقد عقدت الامال عليكم واعلموا ان اصواتكم مسموعة ورايكم مهم ودوركم اساسي وعليكم ان تتحملوا مسؤولياتكم وبهمتكم وارادتكم بامكانكم ان تكونوا جزاء اساسي ضاغط لتصحيح المسارات ودفع البلاد باتجاه خطة تنموية شاملة فيكفي شعارات نريد نفخر بها ونشعر بالرخاء "