وتم تأُجيل معركة "التطهير" طويلاً بحسب رئيس الوزراء نوري المالكي، وفي كل مرة كان العذر بالخوف على حياة سكان البلدة، غير أن المعلومات التي رشحت خلال الأيام القليلة الماضية، أكدت تغلغل عناصر "الدولة الاسلامية في العراق والشام" (داعش) وبسطهم السيطرة عليها، فيما شددت مصادر مطلعة على أن "عبد الله الجنابي (مفتي داعش) صلى الجمعة في جامع الفرقان الكبير".
ويقول مصدر من أهالي الفلوجة إن "الجنابي يعد ذا شعبية كبيرة بين الفلوجيين، ويحظى بنفوذ واسع بين مشايخها الدينيين".
ويشبّه المصدر الجنابي بـ"زعيم روحي لكثير من الشباب المتدين والرافض لدخول القوات المسلحة العراقية الى الفلوجة"، مضيفاً انه "رغم عدم بروزه الاعلامي لكنه كان من المشايخ المؤثرين في معارك الفلوجة عام ٢٠٠٤، وعلى صلة جيدة مع تنظيم القاعدة".
وتراقب الحكومة العراقية تحركات "الرؤوس الكبيرة" في الأنبار، والبلدة الاكثر ازعاجاً للسلطات "الفلوجة" عن كثب، وغالباً ما تحاول ان توثق تلك التحركات، لعرضها على الرأي العام، بسبب التشكيك المتصاعد بمصداقية حملتها العسكرية غرب البلاد.
فيما أكدت أن "الجيش العراقي تمكن من قتل ١٥ مقاتلا من (داعش) وتدمير ٣ سيارات لهم في الحي الصناعي في الفلوجة".
وبحسب معلومات تناقلتها وسائل إعلام، فان الجيش حاول دخول الفلوجة مساء امس السبت، من ٣ محاور، الا ان اشتباكات عنيفة حالت دون التقدم. فيما بثت قناة العراقية شبه الرسمية شريطاً مصوراً ظهر فيه صبية وسط حشد كبير من الجنود العراقيين وسط اليات مدرعة ودبابات، وهم يحتفلون بـ"تطهير منطقة البو فراج من الارهابيين"، لكن حساباً نشطاً على "تويتر" لـ(داعش)، قال إن "الشريط مفبرك، وان البوفراج مازلت تحت سيطرة المجاهدين".
ودعا محافظ الانبار أحمد الدليمي مساء أمس، سكان الرمادي البقاء في منازلهم بسبب قيام القوات الأمنية بتطهير أحد الأحياء (حي الملعب).
المصادر الامنية في الرمادي، أكدت أن جزءاً من البو فراج ما زال تحت سيطرة المسلحين"، مؤكدة "بعد مساء (أمس) السبت، دارت اشتباكات عنيفة بين مسلحين في الكرمة والبو فراج وقوات من الجيش والشرطة الاتحادية".
ولفتت الى ان "المروحيات العسكرية جددت قصفها لتجمعات (داعش) في مناطق زوبع والنعيمية جنوبي وجنوب شرق الفلوجة"، وهو ما أكدته (داعش).
وفي مسعى لسد جبهات محتملة في حال شن هجوم واسع النطاق على الفلوجة، قالت مصادر أمنية إن "حظرا للتجوال فرض على مدينتي هيت والرمادي، استعداداً لإطلاق حملة أمنية لتطهيرها من العناصر المسلحة".
من جهتها، قالت وزارة الدفاع في بيان ان "الطيران العسكري بالتنسيق مع كتيبة مدفعية متمركزة على مشارف الفلوجة، تمكن من قتل ١٥ مسلحاً من (داعش) وتدمير ٣ اليات للتنظيم في الحي الصناعي".