بينما تعهدت عشائر المخيسة شمال شرق ناحية ابي صيدا بحفظ الأمن في القرية التي شهدت أعمال عنف مؤخرا وأثارت مخاوف من اندلاع نزاع طائفي.
وفي موازاة ذلك قررت الحكومة المحلية تطويع ٥٠٠ عنصر في المخيسة والمنطقة المحيطة بها في الشرطة المحلية لمواجهة خطر الجماعات المرتبطة بالقاعدة.
وقال قائمقام الخالص عدي الخدران لـ"شفق نيوز" ان القوات الامنية ووفقا لمعلومات استخبارية وتعاون الاهالي اعتقلت شخصين يديران شبكة مرتبطة بتنظيم داعش في منطقة الجيايلة على بعد ٢٠ كم شمال الخالص، مبينا ان الشبكة تقوم بتجنيد المسلحين وإرسالهم للفلوجة للقتال الى جانب تنظيمات داعش.
وأكد الخدران ان الشبكة قتلت الشهر الماضي حدادا وابنه بعد رفضهم الالتحاق بتنظيمات داعش وان افراد الشبكة اعترفوا ابتدائيا وقضائيا باغتيالهم الحداد وابنه.
وأضاف ان الشبكة تمارس تجنيد المسلحين تحت عناوين "طائفية وتكفيرية".
وأشار الخدران الى وجود حواضن وشبكات "ارهابية" في شمال الخالص وقراه الشرقية وفي المناطق الحدودية بين العظيم ومحافظتي كركوك وصلاح الدين، لافتا الى ان مناطق الخالص محاط "ببؤر ارهابية ملتهبة" في حمرين وسليمان بيك ومطيبيج التي تحوي مستودعات ومعسكرات لتنظيمات داعش.
ودعا الى شن عمليات امنية واسعة ضد حواضن داعش التي تحاول تنفيذ هجمات للفت انتباه القوات الامنية ومحاولة تخفيف الحصار الامني على عناصرهم في الرمادي والفلوجة، لافتا الى فرار عدد كبير من مسلحي داعش باتجاه محافظة ديالى لزعزعة الامن.
وتؤكد مصادر استخبارية ومحلية وجود تنظيمات داعش في ٨ مناطق بديالى في محاولة لجعل المحافظة وﻻية اسلامية تابعة للتنظيم بعد تسريب معلومات عن قرب اعلان ناحية السعدية وﻻية اسلامية مركزها بلدة أبي صيدا.
وشهدت قرية المخيسة وعدد من المناطق الزراعية شمال شرق ناحية ابي صيدا أول أمس مواجهات مسلحة بين ٧٠ عنصر من داعش بقيادة ابي طلحة الشيشاني صهر زعيم داعش ابو بكر البغدادي، وأسفرت المواجهات عن مقتل الشيشاني وجنديين وإصابة عدد اخر من الجنود والصحوات.
وأكد المجلس المحلي لناحية العبارة في ديالى ان شيوخ عشائر قرية المخيسة وقعوا على تعهدات بحفظ الامن والاستقرار.
وقال رئيس المجلس المحلي للناحية عدنان الغضبان لـ"شفق نيوز"، إن "شيوخ العشائر في قرية المخيسة وقعوا على تعهدات خطية بحفظ الامن والاستقرار ومساعدة القوات الامنية في ملاحقة الناصر الارهابية".
وأوضح الغضبان أن "قرية المخيسة كانت تصنف على انها احدى اكبر الملاذات للعناصر الارهابية"، مشيرا الى ان "القوات الامنية اعتقلت عددا من المشتبه بهم على خلفية احداث يوم امس".
وطالب محافظ ديالى عامر المجمعي يوم امس بفتح تحقيق عاجل لمعرفة ملابسات الاحداث التي شهدتها قرية المخيسة بعد مقتل عدد من عناصر الاجهزة الامنية باشتباكات مع مسلحين مجهولين.
كما قال المجمعي في بيان ورد لـ"شفق نيوز" ان لجنة من الحكومة المحلية برئاسته اطلعت ميدانيا على اوضاع قرية المخيسة وقررت تطويع ٥٠٠ عنصر ﻷفراد الشرطة من المناطق التي تعاني تردي في الوضع اﻻمني بعد استحصال موافقة وزير الداخلية.
وأكد المجمعي ايضا اﻷفراج عن المواطنين الذين لم يثبت تورطهم بعمل مخل بأمن المنطقة من الحجز لدى القوات اﻻمنية واحالة المسؤولية اﻻمنية لناحية أبي صيدا لقوات الجيش العراقي بدلا عن الشرطة اﻻتحادية.
وأعلن عن فتح تحقيق بملابسات الأحداث التي جرت في المخيسة ومحاسبة اﻻفراد الذين يثبت تورطهم بزعزة اﻻمن في المنطقة وإثارة النعرات الطائفية.
وتحدثت مصادر محلية في ديالى عن تسجيل حالات نزوح من المخيسة على خلفية المواجهات والاحداث الامنية الاخيرة فيما لم يرد أي تأكيد رسمي من المسؤولين الامنيين والحكوميين حيال ذلك.
وفي بعقوبة مركز المحافظة قالت النائبة عن القائمة العراقية عن ديالى غيداء كمبش إن الاحياء الغربية من المدينة والتي تمثل ٣٠% من سكان مدينة بعقوبة بشكل عام تعاني من اوضاع صعبة في ظل تشديد الاجراءات الامنية المحيطة بها لدرجة ادت الى اغلاق شبه تام للطرق الفرعية والرئيسية وأثرت على مصادر رزق الاهالي.
وأضافت في بيان ورد لـ"شفق نيوز" أن الاهالي في الاحياء الغربية لمدينة بعقوبة يشعرون بانهم في معتقل كبير اثر بشكل سلبي على حياتهم، لافتة الى ضرورة اعادة النظر في الخطط الامنية بما يسهم في رفع لعب عن كاهل الاهالي.
وتشهد الاحياء الغربية لبعقوبة منذ اشهر عدة تصاعدا ملحوظا لنشاط الجماعات المسلحة وعمليات تهجير طائفي طالت نحو ٤٠٠ عائلة بحسب ما اكده مسؤولون محليون.
وعمدت القوات الامنية بديالى الى اتباع خطط الحواجز الكونكريتية منذ عام ٢٠٠٨ لمواجهة الهجمات المسلحة بالمفخخات والعبوات الناسفة.
وحذرت كمبش من تنامي ما اسمته "خطر الميليشيات" في بعض مناطق محافظة ديالى، داعية لوقفة جادة من قبل الاجهزة الامنية لدرء مخاطرها.
وذكرت أن "الميليشيات في بعض مناطق ديالى عاودت نشاطها من جديد وتحاول العبث بالامن والاستقرار الداخلي عبر اعمال عنف تؤدي الى ازهاق ارواح الابرياء وتضرب منظومة السلم الاهلي وتزيد من معدلات التهجير القسري".